كتاب الرائ

دفعة الهيونداي !

عصام فطيس

بإختصار

محور جديد فتح لحرب مستعرة في قلب مدينة طرابلس، واذا كانت محاور عين زارة وصلاح الدين وطريق المطار تشهد قتالًا عنيفًا بمختلف أنواع الأسلحة بين الليبيين والليبيين ، فإن هذه الحرب التي كانت صامتة هي حرب من نوع اخر  لا تستخدم فيها المسيرات بأنواعها سواء صينية او تركية ، ولا قذائف الهاوزر ولا دانات الهاون ، حرب أعلنت نهاية شهر العسل أو لنقل سنواته  بين المجلس الرئاسي ( بمن تبقي من أعضائه ، ومحافظ مصرف ليبيا المركزي )  عبر دعوة خرجت من رئيس المجلس الرئاسي المعترف به دوليا السيد فايز السراج ومحافظ البنك المركزي المتمتع بحصانة دولية ومحلية  الصديق الكبير ، هذه الحرب الكلامية أو البيانية( بناءً على القصف المتبادل بين طريق السكة( مقر الرئاسي ) والبحر ( مقر المصرف المركزي )  صحيح انه لم يسقط شهداء أو تدمر ممتلكات الا انها تنذر بالمزيد من تدهور الأوضاع الاقتصادية للدولة وبالتالي ستنعكس سلبا على الظروف المعيشية للمواطنين الذين يعانون الأمر ، دون ان يكون هناك أي مساع للتخفيف عنهم .

وعكست الاتهامات المتبادلة بين الطرفين حجم الهوة الكبير بين مؤسسات الدولة وهو امر كارثي لأبعد حد يبين أن البلاد تواصل الانحدار إلى الهاوية بأسرع مما هو متوقع ، في الوقت الذي كان من المفترض أن تتم فيه قراءة موضوعية للظروف التي نمر بها بعقلانية وموضوعية ، وإعادة النظر في السياسات المالية للدولة والتي تأثرت بشكل واضح  بالمعارك العسكرية في مختلف الجبهات ، و وقف إنتاج وتصدير النفط الذي هو المصدر الوحيد للدخل في ليبيا ، وليس بأخر جائحة كورونا التي اصابت العالم في مقتل ، بما يمكن من التخفيف من أضرارها على الوطن والمواطن ، واصلت الأجهزة التنفيذية للدولة التعامل بعدم مسؤولية قل نظيرها مع هذه الظروف ، و وصل  الهدر لتكبيد الخزانة العامة مصاريف لا داع لها بشراء سيارات هيونداي للبلديات  ، في الوقت الذي يصرخ فيه الأطباء والفرق الطبية المساعدة في مختلف المستشفيات والمرافق الصحية مِن عدم توفر الأدوية  والمعدات الطبية التي تمكنهم من اداء مهامهم في مواجهة الجائحة ، (وين الرقابة الادارية ، وين ديوان المحاسبة ، وين المال العام وين الحمروش على رأي حمودي ؟

أسئلة عديدة تطرح نفسها لماذا في هذا التوقيت بالذات انطلقت هذه الحرب بين جهة القرار السياسي والجهة المتحكمة في السياسات المالية للدولة ؟

وماهي دفوعات كل طرف منهما لاتخاذ هذا الموقف ؟ ولماذا تأخرت دعوة رئيس المجلس الرئاسي لتوحيد المصرف المركزي شرقا وغربًا إلى  هذا  الوقت ؟ ولماذا لم يعمل المركزي على توحيد المصرفين ؟

قد  تكون حرب البيانات القشة التي قصمت ظهر البعير وكشفت المستور!

وفي جميع الأحوال سوف ننتظر بركات العمة ستيفاني وويليامز لتهدئة حرب البيانات بين المحورين  ، ودعونا نحن نناقش دفعة الهيونداي ومواصفاتها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى