كتاب الرائ

رسائل دموية !

بإختصار

عصام فطيس

لم ينفك تنظيم داعش الارهابي عن توجيه رسائل دموية بين الحين والاخر يعلن فيها عن وجوده ، رغم الضربات القاصمة التي تلقاها في طول البلاد وعرضها ، شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، ولعل أقوي تلك الضربات عملية البنيان المرصوص التي دمرت جزء كبير من اركان هذا التنظيم الارهابي في ليبيا ، إضافة لنجاح الاجهزة الامنية وعلى رأسها جهاز الردع لمكافحة الارهاب والجريمة المنظمة الذي تمكن من تفكيك عدد من الخلايا التي كانت تنشط في المنطقة الغربية وإعتقال افرادها الذين كانوا يعتزمون القيام بأعمال إرهابية .

هذا التنظيم الارهابي دأب على استغلال كل الظروف المحيطة به وعمل بقوة خلال المدة الماضية على إعادة بناء نفسه وقوته مستغلا الضبابية التي تلف المشهد السياسي الليبي ، وحالة الانقسام السياسي والمجتمعي التي ضربت البلاد ، رغم الجهود الحثيثة التي تبذلها حكومة الوحدة الوطنية لرأب الصدع وتوحيد المؤسسات التى ، الا ان هذه الجهود تواجه صعوبات جمة ابرزها الصراع غير المعلن بين مجلس النواب والمجلس الاعلي للدولة حول اقتسام المناصب السيادية وهو صراع اثر بشكل مباشر على استقرار الدولة ويعطل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بينهما برعاية دولية ، ويهدد بتعطيل مسيرة الحل اذا إستمر على ذات المنوال .

وقد يظن البعض أن هذه العملية الارهابية ما هي الا عملية إستعراضية للتنظيم يعلن بها عن عودته إلي الساحة وبقوة ، الإ أن الأمر يتعدي الناحية الإستعراضية  خاصة وأن اختيار المكان لم يأت إعتباطاً ، فمن المعتاد على هذا التنظيم الارهابي أنه الأ يوجه ضرباته الإ بعد ان يدرس المنطقة المستهدفة بالهجوم ويتم الاعداد لها ، ومثل هذه العمليات تتطلب إعداد لوجستياً واستخباراتياً ليس بالهين وهو ما يؤشر إلى أن  هناك مجموعة  تقف وراءه وليس بعمل فردي من شخص او شخصين ، والاكيد أن هذه المجموعة او المجموعات التابعة للتنظيم ستعمل على التصعيد من نشاطاتها الاجرامية في الفترة التي تسبق الاستحقاق الانتخابي ، لادخال البلاد في حالة من الفوضي ، ولا يستبعد لتحقيق ذلك  أن تلجأ لعقد تحالفات مع أطراف أخري ليس من مصلحتها إستقرار ليبيا .

عملية سبها لن تكون الاخيرة ، وكل ما نتمناه الا  تمر  مرور الكرام ، وعلى الحكومة والاجهزة المعنية رفع  درجة الاستعداد والتأهب إلى أقصي حد لمنع تكرار هذه الرسائل الدموية  ، فالفترة القادمة حساسة للغاية ولابد من تكاثف جهودنا لنعبر بالبلاد إلى بر الأمان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى