كتاب الرائ

المناخ والبيئة والحياة

.د.علي المبروك ابوقرين

يعيش سكان الأرض هذه الأعوام تغيرات مناخية كبيرة لها ثأثيراتها السلبية على الحياة البشرية والحيوانية والنباتية ، ويشهد كوكب الأرض إرتفاع في درجات الحرارة وآثارها المباشرة على الحياة بشتى أشكالها ، ومنها حرائق الغابات الواسعة التي تأكل الأخضر واليابس وزيادة التصحر والجفاف في مساحات شاسعة في مناطق مختلفة من ألعالم ، والآثار المباشرة على توفر الغذاء ، وللأسف نجد أن الدول الصناعية المسببة لمعظم هذه الظاهرة المناخية لا تقدم حلولًا ناجعة للمعالجة البيئية والمناخية ، وتزداد خطورة التغيرات المناخية على دول العالم التي تعاني من ظروف اقتصادية واجتماعية وصحية صعبة ، ومن بينها دول شمال افريقيا وحوض البحر المتوسط والشرق الاوسط وافريقيا ..
وليبيا احدى الدول المهددة بالتغييرات المناخية الحاصلة ، وسوف تزداد الخطورة على ليبيا اذا لم تتخد السلطات والجهات المسؤولة الإجراءات العاجلة التي تضمن تنفيذ مشروع وطني حقيقي للإصحاح البيئي ، والذي يستلزم جملة من التشريعات والقوانين الصارمة التي تحافظ على البيئة ، وكذلك وضع السياسات والاستراتيجيات والخطط والبرامج الكفيلة بتحقيق الاهداف المرجوة من مشروع الإصحاح البيئي ، ومعالجة كل المشاكل البيئية ، والتجاوزات التي يقوم بها الإنسان فردا وجماعة ، وبشكل شخصي أو مؤسسي ، أو سلوكيات وتصرفات يقوم بها المواطن أو الدولة ،

ومنها على سبيل المثال :-

  • الإيقاف الفوري لتجريف الآراضي وتدمير الرقعة الزراعية واقتلاع الاشجار والغابات ، والمنع التام البناء على الآراضي الزراعية ..
  • الإيقاف الفوري على التعدي على الشواطئ البحرية ، والبناء العشوائي عليها والمخالف لكل الشروط البيئية ، ومنع تصريف المجاري والمياه الملوثة بها ، وكذلك مخلفات البناء والنفايات الصناعية والمنزلية والتجارية.
  • سرعة إتخاذ الإجراءات التنفيذية لمعالجة جميع النفايات بالطرق والأساليب الحديثة المحافظة على البيئة ، والتخلص العاجل من جميع المكبات المنتشرة لما لها من خطورة على الحياة .
  • سرعة تنفيذ مشروع معالجة نفايات المستشفيات والمصحات الخاصة والمعامل والصيدليات ، وجميع الجهات الحكومية والأهلية والخاصة التي تقدم الخدمات الصحية .
    والزام كل الأنشطة الصحية العامة والخاصة بأتباع وتنفيذ المتطلبات الخاصة بمعالجة النفايات والمخلفات الطبية وفق المعايير الدولية ..
  • ضرورة الإسراع بتوفير محارق النفايات لمخلفات المبيدات الزراعية والأدوية البشرية والبيطرية المنتهية الصلاحية والمهربة والمغشوشة ، والمواد الكيميائية الضارة ومخلفات زيوت مولدات محطات الكهرباء وغيرها من مواد ضارة بالبيئة والانسان والحيوان .
    -سرعة وضع المعايير اللازمة وتنفيذها وتجريم المخالف لها لكل الطرق والأساليب الزراعية من الاستنبات للجني والبيع للمستهلك
  • سرعة وضع وتنفيذ المعايير الصحية والصناعية والبيئية لكل الأنشطة الصناعية والتجارية والخدمية والاقتصادية على كامل تراب الوطن ..
  • على الجهات المسؤولة سرعة إزالة العشوائيات وإيقاف البناء العشوائي والالتزام بالمخططات السكنية والتجارية والخدمية المعدة بالمعايير الصحية والبيئية والمعتمدة من السلطات العليا المنوطة..
  • إن توفير مياه الشرب النقية الصالحة للشرب والزراعة ، والمعالجة السليمة للصرف الصحي ، وأتساع المساحات الخضراء ، وزيادة الرقعة الزراعية ، والمعالجات الصحية والبيئية الصحيحة للمخلفات والنفايات ، وبيئات السكن والمعيشة الصحية الصحيحة ، جميعها تعزز فرص الحياة الصحية الكريمة ..
  • إن الإصحاح البيئي ضرورة ملحة وعاجلة لهذا الجيل والأجيال القادمة وبدونه سوف تتعقد الأمور الحياتية وتزداد الأمراض بكل أنواعها ، والتصحر والجفاف ، وتضطر بعض المجتمعات للنزوح . لإن التغيير المناخي واثاره متسارعة وتفوق القدرات .
    ولذلك على جميع السلطات المعنية سرعة تنفيذ مشروع الإصحاح البيئي لأنه أمن قومي يؤثر على الحياة وجودتها واستمرارها.. .حفظ الله بلادنا وأمتنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى