كتاب الرائ

المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬للنفط‭ ‬تخالف‭ ‬قانون‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي‭ !‬

■‭ ‬إبراهيم‭ ‬أبوالأحباس

المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬للنفط‭ ‬تخالف‭ ‬قانون‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي‭ !‬
لا‭ ‬اعتقد‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬جهة‭ ‬ما‭ ‬لاتعمل‭ ‬جاهدة‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬بقانون‭ ‬التأمين‭ ‬الصحى‭ ‬للعاملين‭ ‬فيها‭ ‬،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬اعتيار‭ ‬انه‭ ‬قانون‭ ‬نافد‭ ‬يشمل‭ ‬جميع‭ ‬المستخدمين‭ ‬الوطنيين‭ ‬فى‭ ‬الأجهزة‭ ‬والهيئات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬ودون‭ ‬استثناء‭ ‬وبكل‭ ‬المعايير‭ . ‬وقد‭ ‬منح‭ ‬ذلك‭ ‬القانون‭ ‬صلاحيات‭ ‬واسعة‭ ‬لكونه‭ ‬يحتضن‭ ‬الأعداد‭ ‬الهائلة‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬والتى‭ ‬هى‭ ‬فى‭ ‬أشد‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬ضمان‭ ‬تمتعها‭ ‬بتأمينات‭ ‬صحية‭ ‬تكفل‭ ‬لها‭ ‬أحقية‭ ‬العلاج‭ ‬والمداواة‭ ‬فى‭ ‬العيادات‭ ‬الخاصة‭ ‬محلياً‭ ‬وخارج‭ ‬حدود‭ ‬الوطن‭ ‬،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬واقعاً‭ ‬ملموساً‭ ‬فى‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬فى‭ ‬مقدور‭ ‬العاملين‭ ‬التردد‭ ‬على‭ ‬العيادات‭ ‬التى‭ ‬تعتمدها‭ ‬شركات‭ ‬التامين‭ ‬المتخصصة‭ ‬مثل‭ ‬الشركة‭ ‬المتحدة‭ ‬للتامين‭ ‬وشركة‭ ‬ليبيا‭ ‬للتامين‭ ‬وغيرهما‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬التى‭ ‬ترى‭ ‬خوض‭ ‬مجال‭ ‬التامين‭ ‬الصحى‭ ‬،‭ ‬وكانت‭ ‬فترة‭ ‬شعر‭ ‬فيها‭ ‬العاملين‭ ‬باطميئان‭ ‬تام‭ ‬ولعب‭ ‬دوراً‭ ‬فى‭ ‬تخفيف‭ ‬حمل‭ ‬تكاليف‭ ‬العلاج‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬العاملون‭ ‬يتكبدون‭ ‬تكاليفها‭ ‬من‭ ‬جيوبهم‭ ‬الخاصة‭ . ‬انه‭ ‬العبء‭ ‬الذى‭ ‬يلاحقهم‭ ‬ويؤثر‭ ‬مباشرة‭ ‬فى‭ ‬أوضاعهم‭ ‬المعيشية‭ ‬والتى‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬دوماً‭ ‬إلى‭ ‬الأفضل‭ ‬،‭ ‬انتهت‭ ‬فجأة‭ ‬التغطية‭ ‬التامينية‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬الشركات‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأخرى‭ ‬مثل‭ ‬مصرف‭ ‬ليبيا‭ ‬الخارجى‭ ‬،‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الخارجية‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬مخطئا‭ ‬وغيرها‭ ‬العديد‭ ‬كماسبق‭ ‬وأن‭ ‬قلت‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تبخل‭ ‬ابداً‭ ‬على‭ ‬العاملين‭ ‬فيها‭ ‬وفيما‭ ‬يخص‭ ‬تمتعهم‭ ‬بتأمين‭ ‬صحى‭ ‬متكامل‭ ‬يضمن‭ ‬لهم‭ ‬جميع‭ ‬انواع‭ ‬العلاج‭ ‬المتعارف‭ ‬عليه‭ ‬،‭ ‬قلت‭ ‬انتهت‭ ‬التغطية‭ ‬التّامينية‭ ‬على‭ ‬المنكوبين‭ ‬فى‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬للنفط‭ ‬بفعل‭ ‬السياسات‭ ‬الرعناء‭ ‬التى‭ ‬يتبناها‭ ‬رئيسها‭ ‬وكأنّ‭ ‬المؤسسة‭ ‬مزرعته‭ ‬التى‭ ‬يملكها‭ ‬فى‭ ‬اجدابيا‭ ‬أو‭ ‬قمينس‭ ‬،‭ ‬لاوجود‭ ‬مطلقا‭ ‬لأعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬ادارة‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬شاعرنا‭ ‬رفيق‭ ‬المهدوى‭ ” ‬شيوخ‭ ‬ونواب‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬عالة‭ … ‬كأرنبة‭ ‬فى‭ ‬الظلّ‭ ‬حين‭ ‬تقيل‭ ” ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬شأن‭ ‬اعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬للنفط‭ ‬،‭ ‬ولقد‭ ‬سمعت‭ ‬ومن‭ ‬داخل‭ ‬الكواليس‭ ‬وهذا‭ ‬تأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬اعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الادارة‭ ‬لاحول‭ ‬لهم‭ ‬ولاقوة‭ ‬،‭ ‬بأن‭ ‬أحد‭ ‬الأعضاء‭ ‬البارزين‭ ‬عندما‭ ‬يريد‭ ‬الخروج‭ ‬فى‭ ‬مهمة‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يذهب‭ ‬ويستجدى‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬ليتوسط‭ ‬له‭ ‬عند‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬لكى‭ ‬يمكنه‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬حفنة‭ ‬يورو‭ ‬يمكنها‭ ‬اعادة‭ ‬ترميم‭ ‬بيته‭ ‬بها‭ ‬،‭ ‬إذاً‭ ‬كيف‭ ‬تتوقع‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬أن‭ ‬يقيموا‭ ‬بناءً‭ ‬لمؤسسة‭ ‬اقتصادية‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المؤسسات‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬المنكوب‭ . ‬
وعودة‭ ‬الى‭ ‬فزّورة‭ ‬التامين‭ ‬الصحى‭ ‬فى‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬للنفط‭ ‬،‭ ‬أفاد‭ ‬أحدهم‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬ألية‭ ‬جديدة‭ ‬وهى‭ ‬تحديد‭ ‬سقف‭ ‬للعلاج‭ ‬وهو‭ ‬4000‭ ‬دينار‭ ‬للموظف‭ ‬وزوجته‭ ‬والذى‭ ‬يعول‭ ‬يتم‭ ‬تعويضه‭ ‬بقيمة‭ ‬8000‭ ‬الاف‭ ‬دينار‭ ‬،‭ ‬وهل‭ ‬يصدّق‭ ‬أحد‭ ‬بأن‭ ‬تلك‭ ‬القيمة‭ ‬تكفى‭ ‬لذلك‭ ‬العلاج‭ ‬والأسعار‭ ‬الواقعية‭ ‬اضعاف‭ ‬تلك‭ ‬التى‭ ‬قام‭ ‬بتحديدها‭ ‬أعضاء‭ ‬لجنة‭ ‬لايملكون‭ ‬من‭ ‬حطام‭ ‬الدنيا‭ ‬شيئا‭ ‬ولو‭ ‬قمت‭ ‬بتقديم‭ ‬سؤال‭ ‬لهؤلاء‭ ‬العباقرة‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬جيئتم‭ ‬بهده‭ ‬التكلفة‭ ‬أى‭ ‬تكلفة‭ ‬العلاج‭ ‬؟‭ ‬هل‭ ‬فى‭ ‬حوزتكم‭ ‬دراسة‭ ‬متكاملة‭ ‬لتكاليف‭ ‬العلاج‭ ‬الواقعية‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬جئتم‭ ‬بهده‭ ‬الأرقام‭ ‬الوهمية‭ ‬التى‭ ‬يندى‭ ‬لها‭ ‬الجبين‭ ‬،‭ ‬ام‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬قام‭ ‬بتحديد‭ ‬ذلك‭ ‬السقف‭ ‬للإبقاء‭ ‬على‭ ‬مبالغ‭ ‬يمكنه‭ ‬هو‭ ‬وزبانيته‭ ‬الخروج‭ ‬فى‭ ‬مهمات‭ ‬مفبركة‭ ‬كاذبة‭ ‬تؤدى‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬دهاليز‭ ‬السجون‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬جهات‭ ‬أمنية‭ ‬وقضائية‭ ‬فاعلة‭ ‬ولكن‭ ‬فى‭ ‬غياب‭ ‬تلك‭ ‬الجهات‭ ‬هانحن‭ ‬نتابع‭ ‬ترهات‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬للنفط‭ ‬وأساليبه‭ ‬الملتوية‭ ‬فى‭ ‬إدارة‭ ‬دفة‭ ‬العمل‭ ‬بذلك‭ ‬المرفق‭ ‬المهم‭ ‬والخطير‭ ‬،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مايدور‭ ‬فى‭ ‬أركان‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬للنفط‭ ‬بان‭ ‬هناك‭ ‬مجموعة‭ ‬لايروق‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تتبنى‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬للنفط‭ ‬برنامج‭ ‬التأمين‭ ‬الصحى‭ ‬شأنها‭ ‬شأن‭ ‬الشركات‭ ‬الاخرى‭ ‬وبحجة‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬التامين‭ ‬حرام‭ ‬،‭ ‬وهم‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬تطبيق‭ ‬الشريعة‭ ‬الاسلامية‭ ‬،‭ ‬ذلك‭ ‬أمر‭ ‬عظيم‭ ‬والجميع‭ ‬يسانده‭ ‬،‭ ‬ولكن‭ ‬هل‭ ‬فى‭ ‬نظرهم‭ ‬تطبيق‭ ‬الشريعة‭ ‬الاسلامية‭ ‬إلا‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬يفيد‭ ‬العاملين‭ ‬،‭ ‬وكما‭ ‬قلت‭ ‬نحن‭ ‬معهم‭ ‬عليهم‭ ‬ان‭ ‬يطبقوا‭ ‬حظر‭ ‬التامين‭ ‬الصحى‭ ‬متزامنا‭ ‬مع‭ ‬قطع‭ ‬اليد‭ ‬للسارق‭ ‬واعتقد‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬شرع‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬أما‭ ‬أن‭ ‬يطبقوا‭ ‬جزئية‭ ‬ويتجاهلوا‭ ‬جزئيات‭ ‬اخرى‭ ‬أهم‭ ‬وجاءت‭ ‬فى‭ ‬شريعتنا‭ ‬السمحاء‭ ‬فذلك‭ ‬أمر‭ ‬مردود‭ ‬عليهم‭ ‬جملة‭ ‬وتفصيلاً‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬المجموعة‭ ‬لاترغب‭ ‬فى‭ ‬التمتع‭ ‬بمزايا‭ ‬وفوائد‭ ‬التامين‭ ‬الصحى‭ ‬،‭ ‬اعتقد‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يمنعهم‭ ‬أويفرض‭ ‬عليهم‭ ‬ذلك‭ ‬،‭ ‬وعليهم‭ ‬ان‭ ‬ينضموا‭ ‬للمجموعة‭ ‬التى‭ ‬تفضل‭ ‬التعويض‭ ‬نقداً‭ ‬،‭ ‬أمّا‭ ‬أن‭ ‬يفرضوا‭ ‬وجهة‭ ‬نظرهم‭ ‬على‭ ‬الأخرين‭ ‬فتلك‭ ‬قضية‭ ‬مرقوضة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جميع‭ ‬العاملين‭ ‬فى‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬للنفط‭ ‬،‭ ‬علما‭ ‬بأنني‭ ‬قلت‭ ‬فى‭ ‬السابق‭ ‬بأن‭ ‬حرائر‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬للنفط‭ ‬اشجع‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الدين‭ ‬تمتلىء‭ ‬بهم‭ ‬ساحة‭ ‬مبنى‭ ‬المؤسسة‭ ‬،‭ ‬لأن‭ ‬حرائر‭ ‬المؤسسة‭ ‬اتبثوا‭ ‬وجودهم‭ ‬بجدارة‭ ‬وخرجوا‭ ‬على‭ ‬مجلس‭ ‬الادارة‭ ‬مطالبين‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬حقوقهم‭ ‬المهضومة‭ ‬،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬اجراءات‭ ‬تحقيق‭ ‬مخزية‭ ‬ولكن‭ ‬تلك‭ ‬هى‭ ‬العصا‭ ‬السحرية‭ ‬التى‭ ‬يمسك‭ ‬بها‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الادارة‭ ‬فى‭ ‬معاقبة‭ ‬العاملين‭ ‬الدين‭ ‬يبذلون‭ ‬قصارى‭ ‬جهدهم‭ ‬واقصد‭ ‬هنا‭ ‬حرائر‭ ‬المؤسسة‭ ‬لاغير‭ ‬،‭ ‬لأننى‭ ‬أعلم‭ ‬بأن‭ ‬الذكور‭ ‬لافائدة‭ ‬ترجى‭ ‬منهم‭ . ‬وللحديث‭ ‬بقية‭ . ‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى