كتاب الرائ

مواهب مدفونة

فيحاء العاقب

مواهب مدفونة

تابعت عن كثب مطلع الاسبوع المنصرم برنامج نجوم صغار على شاشة ام بي سي، هذا البرنامج الذي يبرز مواهب الاطفال ويجري معهم لقاءات وحوارات بمنتهى العفوية، حيث يعبر المُستضاف عن كل ما يجول في خاطره ويروي كيف نمت موهبته منذ البداية الاولى. واثناء متابعتي وانا في قمة اندهاشي كنت اطرح سؤالا: لماذا لا يعج مجتمعنا بمثل هذه المواهب، ام انهم حولنا ولكن الاعلام لا يسلط الضوء على ابداعهم، ولماذا اغلب المواهب في هذا البرنامج متدفقة من بلدان معينة؟؟ وبقليل من التفحيص والتمحيص في هذه الاسئلة سنجد ان البيئة المحيطة بهذه الزهيرات هي بيئة مناسبة وملائمة تماما لتنمية المواهب. ان غياب دور مكاتب النشاط المدرسي في مدارسنا العامة يأتي ضمن اولى الاسباب التي تحد من بروز المواهب، ففي السابق حيث كانت المدرسة مكانا لمزاولة عديد النشاطات من موسيقى وغناء وشعر ومسرح ورياضة بمختلف انواعها كانت نسبة التحصيل العلمي في اوجها، وبرز لنا جيلا واعيا مثقفا مبدعا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، اما وبعد اهمال هذا الجانب، وبعد ان تحولت دور العلم لمكان لتلقي المناهج الدراسية فقط، ظهرت علينا اجيال للاسف تقل في مستوياتها الثقافية عن من سبقها بل ويفتقدون حتى للشجاعة الادبية في حياتهم اليومية. نحن اليوم وبدون شك بحاجة إلى غرس الشجاعة الأدبية في ابناءنا، على ان يكون ذلك في اطار التمسك بالخلق والأدب ولسنا بحاجة إلى أطفال أو شباب لا يحسن توجيه سؤال أو انتقاد فكرة أو اقتراح رأي، وإن الأمة لا يمكن أن تتطور حقيقة إلاّ إذا أضحت الشجاعة خُلُقاً عاماً. ولعل المتابع لوسائل التواصل الاجتماعي سيستوضح ما اقول من خلال التعليقات الجارحة والقاسية والتي تنم عن انعدام ثقافة الحوار بالمجتمع واضمحلال مبدأ التعاطي مع الاخر باللين. ربما يرى البعض ان الحل يكمن في توجيه الابناء الى المدارس الخاصة التي يتفنن القائمون عليها في فتح اقسام لعديد النشاطات للطلاب، ولكن للايف ان شريحة معينة من يتثنى لها الانتفاع من هذه المميزات، وذلك نظرا للاسعار المبالغ فيها والتي تعتبر مستحيلة لبعض اولياء الامور. ان حصيلة هذا المقال تتلخص في ضرورة الاهتمام بتنمية المواهب لدى الاطفال باعتبارهم نواة الغد، وهو طرق في اذن كل الجهات المعنية بضرورة تفعيل اقسام النشاط المدرسي، بشكل يضمن استقطاب جميع الطلاب، حتى يتثنى لهم ممارسة موهبهم ما خفي منها وما ظهر بشكل مقنن ومدروس.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى