كتاب الرائ

حروف ملغومة

وجدان خالد

حروف ملغومة

 

أطالع أخبار قومي فتخبو الأماني الصامدة ويتصاعد دخان النزف متجاوزا كل حدود التحمل وسماحيات العذر فيغشى التعود بمصاب جلل يرديه طريح للجزع ويولى التأقلم دبره دون أن يلتفت لشروخ فراقه العسير ويعود التكيف أدراج الرياح بلا أسف من هول مشهد النفير المكتظ بالعتمة والظلام ماهيته فيمتلئ قلبي بكل أوجاع أهل المقتولين غدرا، ضحايا التعذيب والإنتهاكات والعنف والمجازر وتتمدد على بطائنه عشرات الجثث وتتناثر بين شوارعه طوابير الجنائز تحمل على أكتافها جثامين مسجاة بحانوط الحروب ترتاد أزقة الجحوظ من مغبة سوء المنقلب الملاصق للتفاصيل ويتألم لقرح المخطوفين خيانة بلا وجه حق مندوب، من سلبت حقوقهم قسرا وطالتهم أيادي الغليل فيسحب من رصيد الرفض ما يغطي به نفقات الضر المرصوص ينتفض بين فكي قبضته والغصة مرتعه ويدمى لمصاب المسجونين ظلما خلف قضبان الجلادين، فريسة الضغينة ولعنة المجون، من صاروا وقود حقد لسياط الظلم والأصفاد قلائد تزين معصم الحرية استحقاق مفروض فتقضي الدقات أوقاتها في زنزانة العجز الجائرة بلا هوية تنسف إعصار الجنون وينزف لحال المشردين عنوة بين حواري الشجون، قصار الحيلة رعاة التوسل تتلاطم خطواتهم حافية على جدار الحاجة عراة اللقمة يتسولون لفتة عطاء ملعون فتسيل الرزايا هموم تسد مجرى نبض العطايا المحاصر بالتسليم وتتقطع به السبل عند اللأجئين غلولا فتتقاطع معهم في نقاط التهجير القسري المشحونة بالتهديد ليصبح رهين مغبون فتقام خيام الغم المأهولة بالبؤس عزاء لهم بين ربوع الأوردة وطرقات الشرايين والحزن قرينه تجاه المنفيين غصبا فيرافق خطواتهم المبتورة، يسير معهم بين الشرود المكلوم والضعف المذموم ويجثوا معهم على وجهه كلما قسمت ظهور غربتهم بالظروف الدائرة من حول بؤرة التعتيم ليعايش معهم أدق تفاصيل القهر المعتق بالمزيد، وما خفي كان أعظم وأشق كأسا يشربه على مهل والسكر شبح منه يسيل على مفارق شيب الأمل المناضل أولئك الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم بمجاراة الظروف ومحاباة التهليل فيصرخ بأعلى نبرات الألم تراتيل مخنوقة عبرات صداها ويلكم تشبعت الأرض بقرمزية الدم فلعنة الله على المجرمين ومن والاهم إلى يوم الدين والحذر الحذر يا من تقرأ كدمات شجوني انتبه ! فتحت كل حرف ملكوم ” لغم ” .. .. .. ناسف •

 

وجدان خالد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى