كتاب الرائ

طرح أحمال !

▪عصام فطيس

بإختصار

صوراً ومقاطع صادمة تلك التي نشرها المدونون على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي والتي بينت ما تشهده المدن الليبية من تدهور سريع ومريع للخدمات العامة والأساسية التي يحتاجها المواطن بشكل يومي، تلك الصور والمقاطع هي لمواطنين ليبيين بسطاء لاعلاقةً لهم بالصراعات التي تدور في ليبيا شرقاً وغرباً وجنوبا ، هم مواطنون لا يعلمون كم عدد أعضاء مجلسي النواب ، ولا أسماء المجلس الرئاسي ، ولا من متخاصم مع من ؟ ومن المقاطع ؟ ومن الذي ( لا يحذف ولا يجيب رشاد )

الذين تحدثوا بحرقة هم ليبيون ( اياماتهم سود )  لها أول ومش باين  لها أخر ، من حقهم ان يتساءلوا   عن الجهة المسؤولة عن انقطاع التيار الكهربائي لأيام وحكاية الاظلام التام ( بلاك آوت ) التي تكررت وأصبحت ( سبرًا) أسبوعيًا وما يتبعه من انقطاع للمياه عن العاصمة التي يمارس عليها تعطيشا ممنهجا ، ضف الى  ذلك الحديثان حيتان السوق وملوك الاعتمادات الذين أكلوا الأخضر واليابس الذين دأبوا على استيراد المولدات  استغلالا لمعاناة المواطنين  ، والغريب ان كل هذا التدهور في الخدمات جاء بعد توقف الحرب التي شهدتها العاصمة ، وهو أمر بحد ذاته مثير للريبة !

البسطاء صبروا لانهم لا يملكون إلا الصبر وهو على وشك النفاذ ولا أحد مبال بالحالة المزرية التي يعيشونها ، اما غيرهم ممن ومن استطاعوا أن يجدوا حلولًا فردية لهذه المشاكل ، فالحياة عنده وردية ومن يقول غير ذلك  يتهم بأنه  طحلوبا او زلما ( انبطاحيا زئبقياً ) او عدوا للدولة المدنية !

حكاية الكهرباء لم ولن تنته قريبا ، وإن كنا قد اعتقدنا كما اعتقد الكثيرون ان هذا العرس هو نتيجة للخلاف والمماحكات بين الرئيس التنفيذي ومدير الشركة ، فعقدت الجمعية العمومية اجتماعا وكلفت إدارة جديدة ومع هذا تواصل مسلسل الإظلام العام وسط تناثر احاديث هنا وهناك عن رفض  لبعض المدن والمناطق لطرح الأحمال ، فيما تؤكد مصادر في هذه المدن انها ملتزمة بالبرنامج ومع هذا تتواصل معاناة المواطن بشكل يومي .

و وسط هذا كله تواصل الحكومة الرشيدة ( الله يذكر رشيدة بالخير ) التعامل مع الامر بطريقة ( الحولة ) ولا كإن من يعانون من هذه الأحوال مواطنو بلاد الواق  الواق وعلاش لا والمولدات متوفرة 24/24 واللي مش عاجبه يشرب من مياه سواحلنا وهي ماشاء الله 1900 كيلومتر تتوسط بحر الغاز (البحر الأبيض المتوسط )

الان وبعد ان وصلت الامور حدا لا يطاق الكرة الان في ملعب الجهات  التنفيذية وما أكثرها في ليبيا ، وعليها ان تتحرك بشكل عاجل لوضع حد لهذا العبث اللامتناهي بحياة الناس التي فات الاستهتار بحقوقها كل حد ،  ليتحرك المجلس الرئاسي وليضع حدا لتساؤلات الناس من ذَا الذي يقف وراء ازمة التيار الكهربائي في ليبيا منذ العام 2012  ؟ ومن هم المستفيدون من استمرارها ، وهل سيضع حدًا لها ام سيظل الليبيون  اسري لطرح الأحمال ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى