كتاب الرائ

عن البيئة .. وما تفعلون

 الهادي الورفلي

متون .. وهوامش

 الهادي الورفلي
عن البيئة .. وما تفعلون

لا أهمية تقريباً لثقافة البيئة عندنا لا على مستوى الأسرة , ولا على صعيد منظمات المجتمع المدني .., ناهيك عن مناهج التعليم .., ولذلك يمكن القول أننا مجتمع «أمي بيئياً» فنحن حتى الآن لا نعرف شيئاً عن البيئة التى نعيش فيها , ونعيش منها .., ولا تربطنا بها علاقة طيبة … بل إن الكثير مناهم في الواقع «أعداء» لهذه البيئة يمارسون عليها شتى صنوف التدمير وفي وضح النهار , وأمام مرأى «البعض الصامت», ودون واعز من ضمير .. وإلى حد الآن نتجاهل بقصد الأسباب الحقيقية التى تغذي هذا الموقف العدائي تجاه البيئة.., نعيث فيها فساداً .. وندمر فيها الحياة.., ونرتكب في حقها آلاف الجرائم دونما رادع …حتى إذا انقلب السحر على الساحر وصارت البيئة « عدوتنا « الكبرى انقلبنا على أنفسنا ندماً لكنه ندم بعد فوات الأوان .. ألم نكن نحن من اغتال هذه البيئة , وقتل فيها الحياة , والجمال بسابق إصرار , وترصد وأمام ألف شاهد عيان , والشواهد من الضحايا ماثلة في ألف مثال آخر ..
ها نحن اليوم نشتكي أمراضاً ولدت من رحم بيئة ملوثة ومريضة صارت مصدراً لكل وباء يعصف اليوم بالإنسان .. , وما أكثر أمراض التلوث البيئي التى تصيب ملايين البشر .., وتبقى هذه الأمراض التهمة الأكبر التى يجب أن يحاكم بها الإنسان باعتباره المتهم الأول والأخير في هذه الجريمة .
إن مواجهة خطر التلوث البيئي هو واجب وطني وعلى كل الأطراف المعنية أن تقف منه موقف المسؤولية وأن تتجند كلها لمواجهة هذا الخطر .., والقضاء على أسبابه , وفي مقدمة هذه الأطراف يأتي الإعلام بوسائطه المتعددة كقوة استطلاع , وتوعية , وتعبئة حقيقية من أجل حماية البيئة , والحفاظ عليها وكشف , وتعرية كل من يسعى ويعمل على تدمير البيئة , وجعلها بيئة فاسدة مصدراً لكل مرض بدل أن تكون واحة غناء تنبض بالحياة المشرقة بالصحة والسعادة ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى