كتاب الرائ

الثقافة .. الأبيض والأسود في حياتنا

الهادي الورفلي

متون وهوامش

الثقافة .. الأبيض والأسود في حياتنا

الهادي الورفلي

هل للثقافة وجهان ” إيجابي ” و ” سلبي ” أم أن الثقافة حالة إيجابية فقط لا يمكننا أن نلصق بها أياً من الحالات السلبية السائدة في السلوك العام والسلوك الفردي .. ؟ وإذا كانت الثقافة حالة إيجابية فقط فلماذا نصف المظاهر السلبية التي نراها في بعض الأفراد ” بالثقافة” ؟ هل يعني ذلك أن هناك أيضاً ثقافة سلبية يمكن أن تعكس كل تلك المظاهر الصادمة في حياتنا العامة ، والخاصة ؟ .

في الواقع إن كل “سلوك” يكتسبه الفرد أو الجماعة هو ثقافة فالإنسان حين يولد يكون مجرد ” وعاء فارغ ” إلا من “المكونات الفطرية” التي تولد معه .. ، ومن هنا فإن كل المعارف والتجارب والخبرات التي يكتسبها سواء  عن طريق محيطة الاجتماعي أو بيئته أو ابتكاراته الشخصية هي العقلية التي تشكل شخصيته .. وتركيبته العقلية والنفسية فإن كان ما اكتسبه وتعلمه هذا الفرد ” إيجابياً ” سيكون إنساناً إيجابياً مفيداً ومنسجماً مع محيطه ونفسه .. ، وإن كان ما اكتسبه ” سلبياً فسيكون هذا الفرد ” سلبياً ” بدرجات مختلفة .. من درجة السلوكيات السلبية إلي درجة الممارسات السلبية العليا كالاعمال العدوانية ، والجنائية .. ، والخطرة .. ، وهكذا فإن الفرد “السوي” والآخر ” السييء ” هو نتاج ثقافة ” سوية ” كانت أو منحرفة ” ، من عدة عوامل أهمها المحيط الاجتماعي .. والبيئة الاجتماعية .. والظروف الاقتصادية الحاكمة في حياة هذا الفرد حيث أن هذه العوامل هي من يتحكم في تنشئه الرد لثقفته إيجابية أو سلبية .. ، وإن كان الإنسان لايولد  ” شريراً “شك إنه يكتسح الشر من البيئة إنه ينشأ فيها كما يكتسب منها الخير تماماً ..

ولكل هذا وذاك فإن بناء بيئة صالحة إيجابية هو عمل ” اسراتيجي ” يجب أن تتكاتف فيه الجهود العامة والخاصة وأن يلقي – وفي كل ذلك – الأطفال مناخات إيجابية بدرجات عالية وحتى أقرب للمثالية ليتنفسوا منها هواء ثقافيا صالحاً للحياة السوية ..، ولخلق الروح الإيجابية التي تعمل على تنمية قيم الرقي ، والتقدم ، والتعاون والاحترام والنظاع واحترام القوانين ومن خلال كل ذلك بناء مجتمع نموذجي خال من كل مظاهر الثقافة السلبية التي تشوه الآن صورة حياتنا الراهنة والمزدحمة بالسلبيات .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى