كتاب الرائ

فرج جنيف  !

عصام فطيس

بإختصار

 

ما بين تلميح وتصريح واستغراب وتنديد وقذائف تسقط هنا وأخري هناك ، وخروقات متواصلة لهدنة هشة واجتماعات في جنيف ، تواصل المشهد الليبي العبثي بكل دمويته وسخريته وتناقضاته بواسطة شخوص أضافوا عليه نكهة اشد مرارا .

وفي وقت اتجهت فيه الأنظار إلى جنيف بحثا عن تثبيت للهدنة وصولًا لوقف دائم لإطلاق النار بين طرفي النزاع خاصة بعد أن أطلق ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا الدكتور غسان سلامة ، تصريحات إيجابية بشأن اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية الليبية !

إلا أن التصعيد الكبير خلال الأيام الماضية أعاد المشهد  إلى المربع الأول وهو ما يؤشر إلى نهاية درامية لمقررات وتفاهمات مؤتمر برلين .

ومع كم هذا العنف المتواصل إلا أن الدكتور سلامة لا زال يمارس لعبة ضبط النفس مع أطراف الصراع المحلية منها والإقليمية والدولية ويتجلي ذلك من خلال تصريحاته التي أطلقها الأسبوع الماضي والتي أكد فيها على استمرار المسارات الثلاثة التى ترعاها الأمم المتحدة لحل الأزمة الليبية، بالرغم من استمرار خرق الهدنة ، مع احتمال عقد جولة جديدة خاصة بالمسار العسكري في الأيام المقبلة، وأخرى خاصة بمفاوضات المسار السياسي، إضافة إلى عقد جلسة خاصة بالمسار الاقتصادي الشهر الجاري ، على ماذا بني سلامة افتراضاته الله اعلم ؟

رهان سلامة على تنفيذ مقررات مؤتمر برلين والسير فيها قدما رغم تواصل خروقات الهدنة والعقبات التي ظهرت قبل انطلاق المسار السياسي وتأكيده على أن الكبار الذين أصدروا قراراتهم في برلين أكدوا على تزامن المسارات وليس تلازمها وهناك فرق كبير في المعني بين الكلمتين ولكن نواب الشعب وساسة المرحلة ( سنة أولي تمهيدي في السياسة) رقدوا رقدوا واستفاقوا أو بالأحرى أفاقوهم بعد أن وصلوا إلى جنيف بقي  من بقي منهم وغادر من غادر ، المهم تسجيل مواقف وزيارة علىً السريع لمدينة جنيف الساحرة ، ولا بأس من جولة تسوق في أسواقها الرائعة .

وعلى غرار ما حدث في برلين ومن خلال تصريحات  سلامة يبدوا أن الكبار منحوه ضوءا اخضرا للاستمرار في تنفيذ خطته لوقف العمليات العسكرية وصولًا لتسوية شاملة للازمة بعد معالجة الأسباب التي أدت إلى هذا التدهور المريع ، وما إصراره على استمرار مسارات مؤتمر برلين بمن حضر إلا رسالة للمعنيين ، وقد يأتي الفرج لليبيين  من جنيف ولكن لا اعتقد انه سيكون قريبا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى