كتاب الرائ

انتخابات الكونغو تسقط الوريث ومرشحه !

طابت أوقاتكم

طابت أوقاتكم

انتخابات الكونغو تسقط الوريث ومرشحه !

أعلنت نتيجة الانتخابات في جمهورية الكونغو الديمقراطية التى كانت لفترة طويلة يسمى “زائير” استجابة لرغبة العريف “كوبوتو سيسمكو” الذي أتى لحكم البلاد على ظهر مدرعة بلجيكية غداة مقتل الوطني الكونغولي بالتريس لومومبا في أنقلاب دموي منتصف ستينات القرن العشرين الماضي .
وفاز في الانتخابات الرئاسية التى صوت فيها نحو 40 مليون ناخب يحق لهم الإدلاء بإصواتهم المرشح المعارض : فيليكس تشيسيكيد بعد أن حصد أكثر من 38% من أصوات الناخبين بينما حقق منافسه القوى مارتن فايولو الترتيب الثاني .. وألحق الناخبون هزيمة نكراء بمرشح جوزيف كابيلا أمانويل شاداري ربما يتساءل البعض ومالذي يعني القارىء الليبي في انتخابات الكونغو التى تبعدنا آلاف الكيلومترات .. وتفصل بيننا وبينها العديد من التخوم : من صحاري وأنهار وبحيرات ؟!
وأجيب على الفور بأن في هذه الانتخابات التى أجريت رغم تأجيلها 3 مرات في السابق بإصرار من جوزيف كابيلا الذي ورث ” الرئاسة في 16 يناير 2001 غداه مقتل والده لوران الذي أعاد سيرة موبوتو في الفساد وانتهاك حقوق الإنسان وتهيئة السلطة لابنه من بعده .
إن هذه الانتخابات قد خيبت الآمال بتكرار سيناريوهات توريث السلطة من الآباء ” غير الملوك” إلى الأبناء “غير أولياء العهد ” أولاً !!
ولاسيناريو لعبة الكراسي الموسيقية التى أجادها فلاديمر بوتين مع صديقة ميدفيرف عندما تبادلا رئاسة الدولة والحكومة عدة مرات .
فقد حاول جوزيف كابيلا أن يعيد سيناريو بوتين في هذه الانتخابات حينما رشح وزير داخليته أما نويل شادارى وسانده بقوة ليصبح رئيساً فيتولى هو معه رئاسة الحكومة ، لكن وعي الكونغولين أحبط ذلك بعد أن تمكن قبل 18 عاماً من تنفيذ وراثة والده لوران كابيلا عام 2001 .
ولم يفد كابيلا هذه المرة إغلاق الحدود البرية والبحرية والنهرية مع الدول الأفريقية التسع المحيطة بالكونغو . ولم ينقذ كابيلا ومخابراته رفض أى مساعدة لوجوستية من الأمم المتحدة المتمركزة بعثثها بالكونغو منذ 20سنة ، ولا رفض مراقية أى بعثة غربية للانتخابات ظناً منه أنه قد يستطيع تزويرها أو التلاعب في نتائجها !!
أعني أن إلغاء نتائج الانتخابات أو رفض مراقبتها أو تأجيلها لن يفيد أى محاولة لمنع قيامها .. أو منع رحيل أى نظام تنتهي صلاحيته وغرقه في مستنقعات الفساد والاستبداد والارتهان للخارج !!

علي شعيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى