بصريح العبارة
■ عامر جمعة
الحرب الخاسرة !
دون الحاجة إلى تقارير دقيقة أو دون ذلك فإن الحرب الدائرة في اليمن على سبيل المثال تكلف دول ما يعرف بالتحالف العربي المليارات من الدولارات علاوة على مئات البشر من جميع الدول المتحاربة سواء مع هذا الطرف أو ذاك، وهي في كل الأحوال حرب خاسرة أضرت بالجميع ولم تحسم لطرف رغم اختلاف موازين القوة فما بالك باليمنيين عموماً وهم ضمن أفقر دول العالم وفي أمس الحاجة إلى كل درهم للغذاء والصحة والتعليم وليس لشراء السلاح أو الحصول عليه من طرف آخر قد يكون مستقبلاً على حساب الإرادة!
ومهما طالت هذه الحرب فإنه لا استقرار في هذا البلد الفقير مادياً الغني حضارياً وتاريخياً إلاَ بالتوافق ومشاركة كل الأطراف اليمنية على اختلاف رؤاها السياسية في إدارة البلاد والاحتكام للمسارات الديمقراطية بعيداً عن هيمنة الطرف الأقوى ، ولذلك فإن الحل لن يكون إلاَ سياسياً ومع أن الحوارات السياسية التى تعددت في السابق تحت إشراف الأمم المتحدة أو جهات أخرى قد انتكست بالعودة لحوار المدافع والطائرات والقنابل وتبادل التهم عبر وسائل الإعلام المؤججة للحرب إلاَ أن جميع الأطراف رغبت أم لم ترغب ليس أمامها إلاَ الحوار وهو ما تم مؤخراً في السويد .
وما دام الأمر كذلك ترى لماذا هذه الخسائر المادية والبشرية والدمار الذي لحق بشعب يعاني الفقر والمرض وبدول غنية كان ينبغي أن تنفق أموالها فيما هو أفضل .
ومع أن توقف الحرب يظل شيئاً إيجابياً لصالح اليمن والمنطقة برمتها إلاَ أن محاسبة من كان سبباً فيها ومن أججها هو الذي سيضع حداً لتجار الحروب واعداء الشعوب في كل مكان .
