كتاب الرائ

نواب “الغمة” !

بإختصار

عصام فطيس

لم تأت كلمة الفيلسوف الإغريقي سقراط تكلم حتي أراك من فراغ ، فعندما تكلموا سقط القناع ، لنعد قليلا الى الوراء منذ ذاك اليوم الذي إنطلقت فيه  العملية السياسية في ليبيا  برعاية من البعثة الاممية .

كان الامل يحذونا بأن تؤدي هذه العملية  والخطوات التي تليها إلي عودة الامن والسلام والاستقرار إلي ليبيا ، وظل رهاننا طوال المدة الماضية على أن يتحمل الساسة والنواب ( هذا لو عندنا ) مسؤولياتهم التاريخية تجاه الوطن  وأن يتوقفوا عن هذا العبث الذي سيطر علىً المشهد الليبي لسنوات ( كلمة العبث باللغة الفصحي فلا مجال  للكتابة بالعامية ) .

وفي زاوية ( عودة الامل ) التي نشرت في الموقع الالكتروني للصحيفة والنسخة الورقية ، كنّت متفائلا وإن كان تفاؤل حذر  و على راي المثل العربي من مكمنه يؤتي الحذر )ومنبع تفاؤلي أن هؤلاء النواب ( حفظهم الله ورعاهم فردا فردا ) سينحازون للوطن ويتخذون  قرارا تاريخيا بمنح الثقة للحكومة ، لنقول وداعاً للانقسام والتشظي وقصة حكومة الفرقاطة  وحكومة مؤقتة و وزير مفوض وهذا شرعي وذاك غير معترف به ، وعندما حان الموعد وإلتئم المجلس في مدينة سرت لمنح الثقة  استبشرنا بكلمات بعض النواب الوطنيين الذين ادركوا انهم امام خيارين اما الانحياز للوطن في هذا التوقيت الحرج او أن ينحازوا لمصالحهم الشخصية ، هذه الروح التي انبثقت من كلماتهم الداعمة للوحدة الوطنية تبددت عندما ظهر اولئك النواب الانعزاليين ذوي الافق الضيق الباحثين عن مصالحهم الشخصية وتجشئوا بكل صفاقة وعلى مسمع ومراي كل الليبيين مطالبين بنصيبهم من الغنيمة مثلهم مثل اي قاطع طريق او مغامر ،  لتنزل علينا صاعقة ، هل يدرك هؤلاء ما يقولون ؟

الا يعلمون ان الفضائيات تنقل وعلى الهواء مباشرة  امام الملايين ما يتفوهون به ؟

 كانت صدمتنا كبري في هؤلاء الجويين ولكن ماذا ننتظر ممن قذفت بهم الوساطة والقبلية والجهوية والمحسوبية الى اعلى سلطة تشريعية  في البلاد لنتحمل شطحاتها ؟ فات هؤلاء أن المجلس هو مجلس لكل الليبيين وليس بمجلس لاقليم طرابلس او برقة او فزان وللاسف فبمثل هذه   العقلية المتخلفة لن نتمكن من بناء حتي بلدية من البلديات وليس دولة ، لسنوات طوال وهؤلاء النواب يستنزفون خزينة المجتمع  ويتقاضون مبالغ طائلة  مابين مرتبات الى مصاريف علاجية ودراسية واعتمادات ! دون تقديم اي مقابل ، متوزعة  اقاماتهم بين القاهرة وشرم الشيخ وتونس واستنبول  فيما الليبيون يعانون اشد المعاناة ، وعندما احتاجهم الوطن ادارو له ظهرهم .

الان  وبعد ان اتضحت الصورة وظهرت النوايا ، على رئيس الوزراء المكلف ان يلجأ الى تعديل حكومته بما يتلائم مع الملاحظات الجوهرية  للنواب الوطنيين والتي تخص هذا العدد الكبير من الوزراء و وزراء الدولة وتقليص العدد الى النصف والابتعاد عن المجاملات  ، وإستبعاد من عليهم ملاحظات سواء من عينة مرشح البوخوصة، او الذي زور شهادته العلمية للحصول على درجة وظيفية   او مدير القناة والمنتج الفني الذي  لا علاقة له بالسياسة من قريب او من وتداول اسمه  كوزير دولة للشؤون السياسية ؟

على رئيس الوزراء أن يعيد حساباته  ، والا يخضع للضغوطات والابتزاز  لنيل الثقة لحكومته  والا سيقع تحت رحمتهم  .

 واحقاقا للحق الجلسة اصابتنا بالاحباط ونتمني ان يتم تدارك الامر ،  و هذا حالنا مع نواب الامة الذين سقط القناع عن وجوه بعضهم وتحولوا بإمتياز لنواب للغمة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى