كتاب الرائ

الإِمَارَاتُ‭ .. ‬وَالوَفَاءُ‭ ‬لِليبَيا

‭ ‬يونس‭ ‬شعبان‭ ‬الفنادي

الوفاءُ‭ ‬قيمة‭ ‬نادرةٌ‭ ‬جداً،‭ ‬حد‭ ‬الغياب‭ ‬التام،‭ ‬في‭ ‬قاموس‭ ‬العلاقات‭ ‬السياسية‭ ‬الدولية‭ ‬كما‭ ‬تشير‭ ‬مجريات‭ ‬التاريخ‭ ‬العربي‭ ‬والعالمي‭. ‬فالسياسة‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬أساساً،‭ ‬في‭ ‬أبسط‭ ‬تعريفها‭ ‬أو‭ ‬مفهومها‭ ‬الاصطلاحي‭ ‬الدلالي،‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬والغنائم‭ ‬والمنافع‭ ‬المتبادلة،‭ ‬لا‭ ‬تهتم‭ ‬غالباً‭ ‬بالقيم‭ ‬والأخلاق‭ ‬والأعراف‭ ‬التي‭ ‬تتأسس‭ ‬عليها‭ ‬سلوكيات‭ ‬الحياة‭ ‬الإنسانية‭ ‬النبيلة،‭ ‬وهذا‭ ‬ليس‭ ‬ظلماً‭ ‬أو‭ ‬تجنياً‭ ‬على‭ ‬سلوكيات‭ ‬السياسيين‭ ‬كافةً،‭ ‬أو‭ ‬الايحاء‭ ‬بأنهم‭ ‬يحملون‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬التلون‭ ‬والتعامل‭ ‬بوجهين،‭ ‬وجه‭ ‬طبيعي‭ ‬إنساني‭ ‬حين‭ ‬يتخلصون‭ ‬من‭ ‬أعباء‭ ‬الوظائف‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المنمقة،‭ ‬ووجه‭ ‬آخر‭ ‬سياسي‭ ‬رسمي‭ ‬متكلف‭ ‬بحكم‭ ‬العمل‭ ‬وما‭ ‬تتطلبه‭ ‬المهام‭ ‬الوظيفية‭ ‬السياسية،‭ ‬ولكن‭ ‬يأتي‭ ‬هذا‭ ‬القولُ‭ ‬استقراءً‭ ‬وتتبعاً‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬بعض‭ ‬المواقف‭ ‬والأحداث‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬بهذا‭ ‬الطرح‭.‬
فمثلاً،‭ ‬كثيرٌ‭ ‬من‭ ‬الليبيين‭ ‬يتداولون‭ ‬تلك‭ ‬القصة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬بطلها‭ ‬الشيخ‭ ‬الراحل‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيّان‭ ‬مؤسس‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬وزيارته‭ ‬الشهيرة‭ ‬لليبيا‭ ‬سنة‭ ‬1972م،‭ ‬وإجراءه‭ ‬عملية‭ ‬جراحية‭ ‬بمستشفى‭ (‬اندير‭) ‬بمدينة‭ ‬طرابلس،‭ ‬حين‭ ‬احتضنته‭ ‬ليبيا‭ ‬وقتها‭ ‬بكل‭ ‬حفاوة‭ ‬وترحيب‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الرسمي‭ ‬الخاص‭ ‬والشعبي‭ ‬العام‭. ‬ومما‭ ‬وثقته‭ ‬تلك‭ ‬الزيارة‭ ‬التاريخية‭ ‬تصريحه‭ ‬الشهير‭ ‬خلالها‭ ‬بكلمته‭ ‬الشهادة‭ ‬التي‭ ‬يقدم‭ ‬فيها‭ (‬شكره‭ ‬لليبيين‭ ‬كافة،‭ ‬ويبدي‭ ‬إِعجابه‭ ‬بمدينة‭ ‬طرابلس‭ ‬وعمرانها‭ ‬ونظافتها‭ ‬وتطورها،‭ ‬وأمنيته‭ ‬بأن‭ ‬تصبح‭ ‬دولته‭ ‬الوليدة‭ ‬الإمارات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬مستواها‭ ‬يوماً‭ ‬ما‭).‬
وطوال‭ ‬حياة‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬تميزت‭ ‬العلاقاتُ‭ ‬الليبية‭ ‬الإماراتية‭ ‬بكل‭ ‬التقدير‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل،‭ ‬والتعاون‭ ‬الثنائي‭ ‬بين‭ ‬الدولتين‭ ‬الشقيقتين،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬بفضل‭ ‬حنكته‭ ‬وحكمته‭ ‬وكاريزما‭ ‬شخصيته‭ ‬القيادية‭ ‬الهادئة‭ ‬الرصينة،‭ ‬وقدرته‭ ‬على‭ ‬امتصاص‭ ‬كل‭ ‬التوترات‭ ‬السياسية‭ ‬والعقائدية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تبرز‭ ‬من‭ ‬حين‭ ‬لآخر‭ ‬على‭ ‬السطح‭ ‬السياسي‭ ‬العربي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬نتيجة‭ ‬شطحات‭ ‬ونزق‭ ‬معمر‭ ‬القذافي‭ ‬شخصياً‭ ‬وسياسات‭ ‬نظام‭ ‬حكمه‭ ‬السابق‭.‬
ولكن‭ ‬ما‭ ‬نلمسه‭ ‬حالياً‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬انفلات‭ ‬وانقلاب‭ (‬سياسي‭) ‬ضد‭ ‬مباديء‭ ‬الشيخ‭ ‬الراحل‭ ‬و‭(‬أخلاقي‭) ‬حد‭ ‬الإنهيار،‭ ‬يثير‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬المفزعة‭ ‬والصادمة،‭ ‬مع‭ ‬اليقين‭ ‬التام‭ ‬بأن‭ ‬طبيعة‭ ‬السياسة‭ ‬هو‭ ‬التبدل‭ ‬والتغير‭ ‬وفق‭ ‬معطيات‭ ‬ومستجدات‭ ‬متعددة،‭ ‬تحددها‭ ‬المصالح،‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬يقود‭ ‬السياسة‭ ‬وليست‭ ‬المبادئ‭ ‬أو‭ ‬القيم‭ ‬أو‭ ‬الأخلاق‭.‬
فمن‭ ‬خلال‭ ‬التتبع‭ ‬والرصد‭ ‬لسياسة‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬المتحدة‭ ‬حالياً‭ ‬نلاحظ‭ ‬أنها‭ ‬صارت‭ ‬تتسم‭ ‬بخاصية‭ (‬صناعة‭ ‬العداء‭) ‬بشكل‭ ‬ممنهج‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الأشقاء‭ ‬والجيران‭ ‬وحتى‭ ‬غيرهم‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬بعيدة‭ ‬جغرافياً‭ ‬عنها،‭ ‬وذلك‭ ‬بشن‭ ‬الحروب‭ ‬مثلاً‭ ‬في‭ (‬اليمن‭ ‬وليبيا‭ ‬وسوريا‭)‬،‭ ‬واحتضان‭ ‬شتى‭ ‬أنواع‭ ‬الفساد‭ ‬الذي‭ ‬حوّل‭ ‬تلك‭ ‬البلاد‭ ‬البدوية‭ ‬البسيطة‭ ‬إلى‭ ‬مركزٍ‭ ‬عالمي‭ ‬لغسيل‭ ‬الأموال‭ ‬المهربة‭ ‬والمنهوبة،‭ ‬وسوقٍ‭ ‬عالمية‭ ‬للدعارة‭ ‬والبغاء‭ ‬تحت‭ ‬واجهات‭ ‬إعلانية‭ ‬مزيفة‭ ‬كالاستثمار‭ ‬والسياحة‭ ‬والعقارات،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭ ‬التجارية‭ ‬المشبوهة‭ ‬تعكس‭ ‬تردي‭ ‬سمعة‭ ‬الدولة،‭ ‬لأنها‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬غياب‭ ‬منظومة‭ ‬الأخلاق‭ ‬وانعدام‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬التعاملات‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭. ‬
إن‭ ‬سياسات‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬الحالية‭ ‬والتي‭ ‬يغلب‭ ‬وصفها‭ ‬بالمتهورة‭ ‬والسيئة‭ ‬والمشينة‭ ‬تجعل‭ ‬حركات‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬تتسع‭ ‬ضدها،‭ ‬وتزداد‭ ‬باستمرار‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬اليمن‭ ‬إلى‭ ‬ليبيا‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭ ‬إلى‭ ‬كشمير،‭ ‬وهذا‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬يتناقض‭ ‬كلياً‭ ‬مع‭ ‬إرث‭ ‬الآباء‭ ‬المؤسسين‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيّان‭ ‬بوصفه‭ ‬رمزاً‭ ‬وطنياً‭ ‬تاريخياً‭ ‬ومرجعاً‭ ‬أخلاقياً‭ ‬وقيادياً‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬الشعارات‭ ‬الإعلامية‭ ‬والدعائية‭ ‬البراقة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬يتجسد‭ ‬سلوكاً‭ ‬عملياً‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬الإماراتية‭ ‬والعربية‭ ‬والدولية‭. ‬ففكر‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬تميز‭ ‬بالتسامح‭ ‬والتعقل‭ ‬والحكمة،‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬زرع‭ ‬الخلافات‭ ‬بين‭ ‬الأشقاء،‭ ‬ومداومة‭ ‬السعي‭ ‬في‭ ‬إصلاح‭ ‬ذات‭ ‬البين،‭ ‬ورآب‭ ‬ما‭ ‬تصدع‭ ‬من‭ ‬علاقات‭ ‬الأخوة‭ ‬والجيرة،‭ ‬وهو‭ ‬بفضل‭ ‬تلك‭ ‬الأخلاقيات‭ ‬الشخصية‭ ‬النبيلة‭ ‬استطاع‭ ‬توحيد‭ ‬الإمارات،‭ ‬واعتماد‭ ‬سياسات‭ ‬مستقبلية‭ ‬حققت‭ ‬لها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬والازدهار‭ ‬والسمعة‭ ‬الحسنة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭.‬
ولا‭ ‬شك‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬التغير‭ ‬العدائي‭ ‬المتطرف‭ ‬والممنهج‭ ‬الذي‭ ‬نشهده‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬مناحي‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬تميول‭ ‬الحروب،‭ ‬وإرسال‭ ‬الموت‭ ‬عبر‭ ‬الطائرات‭ ‬الحربية‭ ‬المسيرة،‭ ‬ودعم‭ ‬الإنقلابات‭ ‬العسكرية،‭ ‬وغيرها،‭ ‬يطرح‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬المحيّرة‭ ‬حول‭ ‬الأسباب‭ ‬والدوافع‭ ‬والأهداف،‭ ‬فهل‭ ‬تصنف‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭ ‬الرعناء‭ ‬التي‭ ‬يمارسها‭ ‬أبناء‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بعقوق‭ ‬الوالدين،‭ ‬وعدم‭ ‬الوفاء‭ ‬لأخلاقيات‭ ‬والدهم‭ ‬الحكيم‭ ‬الراحل‭ ‬مؤسس‭ ‬الدولة‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيّان،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يرسل‭ ‬المساعدات‭ ‬ومبادرات‭ ‬التصالح‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬وليس‭ ‬السلاح‭ ‬والطيارات‭ ‬الحربية؟
أم‭ ‬تعتبر‭ ‬رداً‭ ‬على‭ ‬عجز‭ ‬مهمة‭ ‬منظومة‭ (‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الإماراتي‭) ‬التخطيطية‭ ‬والبشرية‭ ‬في‭ ‬استرداد‭ ‬جزر‭ “‬طنب‭ ‬الكبرى‭” ‬و‭”‬طنب‭ ‬الصغرى‭” ‬و‭”‬أبوموسى‭” ‬وتحريرها‭ ‬واسترجاعها‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬التي‭ ‬تحتلها‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬1971م‭ ‬أي‭ ‬حوالي‭ ‬خمسين‭ ‬عاماً؟
أم‭ ‬أنها‭ ‬تأتي‭ ‬هروباً‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬صراعات‭ ‬العلاقات‭ ‬الإجتماعية‭ ‬المفككة‭ ‬داخل‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة‭ ‬الحاكمة،‭ ‬والتي‭ ‬ليس‭ ‬آخرها‭ ‬هروب‭ ‬زوجة‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد،‭ ‬ورفعها‭ ‬دعوى‭ ‬قضائية‭ ‬ضده‭ ‬أمام‭ ‬المحاكم‭ ‬البريطانية‭ ‬التي‭ ‬حكمت‭ ‬لها‭ ‬بمبلغ‭ ‬44‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬استرليني‭ ‬في‭ ‬جزئية‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬المطالبات‭ ‬المالية؟‭ ‬وما‭ ‬يجره‭ ‬هروب‭ ‬الزوجة‭ ‬من‭ ‬عار‭ ‬وفضيحة‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬الرجل‭ ‬العربي‭ … ‬الفارس‭ ‬الشهم،‭ ‬وفق‭ ‬الأعراف‭ ‬والتقاليد‭ ‬العربية‭ ‬الأصيلة؟
أم‭ ‬أن‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬تعيش‭ ‬وهماً‭ ‬وهاجساً‭ ‬إقليمياً‭ ‬ودولياً،‭ ‬وتضخماً‭ ‬في‭ ‬الذات‭ ‬السياسية‭ ‬والنهضة‭ ‬المالية‭ ‬يوهمها‭ ‬بطغيان‭ ‬القوة‭ ‬والمال‭ ‬الفاسد‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬الهيمنة‭ ‬والسيطرة‭ ‬تصديقاً‭ ‬لنص‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ (‬إِنَّ‭ ‬الإِنْسَانَ‭ ‬لَيَطْغَى‭ ‬أَنْ‭ ‬رَآَهُ‭ ‬اِسْتَغْنَى‭)‬،‭ ‬والرغبة‭ ‬بأن‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ “‬أسبرطة‭” ‬صغيرة‭ ‬تحارب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نشر‭ ‬القتل‭ ‬والموت‭ ‬والخراب‭ ‬والدمار‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬والذي‭ ‬يقودها‭ ‬الآن‭ ‬للفشل‭ ‬والهزيمة‭ ‬والغرق‭ ‬في‭ ‬وحل‭ ‬رمال‭ ‬الصحراء‭ ‬الليبية‭ ‬الملتهبة‭ ‬الطاهرة؟
أم‭ ‬أنه‭ (‬وفاء‭) ‬خاص‭ ‬يمارسه‭ ‬أبناء‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬حكام‭ ‬الإمارات‭ .. ‬تجاه‭ ‬ليبيا‭ ‬؟‭ ‬أم‭ ‬ماذا‭.‬؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى