كتاب الرائ

هل قرار “885” صائب أم لا؟

هشام الصيد

 من الأخير

هل قرار “885” صائب أم لا؟

هشام الصيد

تداولت صفحات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، إشادة العاملين في القطاع الصحي بقرار المجلس الرئاسي رقم “885”، الخاص بزيادة مرتبات العناصر الطبية والطبية المساعدة، التي اعتبروها خطوة في الاتجاه الصحيح لإنصافهم ومنحهم حقوقهم، التي طالما نادوا بها طيلة السنوات الماضية لمساواتهم ببعض القطاعات.

وفي المقابل، موجة من الاستياء عمت صفحات التواصل للعاملين في القطاع الصحي من أصحاب الوظائف التسييرية ” الاداريين”، لعدم شملهم للقرار أدناه واعتبروه إجحافا في حقهم  لأنهم من يقوم بالمهام المالية والإدارية في المرافق الصحية المكملة لعمل العناصر الطبية.

وحالة الرضا والاستياء بين الزملاء ستخلق خلال الأيام الماضية نوعا من الحساسية يمكن أن تعود بالسلب على نسبة أداء العاملين في القطاع، والتي سيتكبد تداعياتها المرضى، وعلى سبيل المثال الإعلان عبر صفحات التواصل الاجتماعي عن تأسيس “حراك تعديل مرتبات العاملين الإداريين بقطاع الصحة”، الذي سيطالبون فيه الجهات ذات العلاقة العمل على تعديل مرتباتهم أسوة بزملائهم، وهذا يعتبر حقا مشروعا لهم طالما يشتغلون في نفس القطاع ومكملين لبعضهم البعض.

ومن وجهة نظري، رغم مباركتي للقرار الذي اعتبره صائباً وفي محله وقامت بإعداده ودراسته لجنة مختصة من قبل المجلس الرئاسي ولكنه لن يحدث نقلة نوعية في ارتفاع مستوى الخدمات كما تتوقع اللجنة وسيبقى مثل القرار ” 418″ المعمول به من العام 2009 طالما لايوجد تصنيف للخدمات التي يقدمونها، وعلى سبيل المثال المسعف المتحصل على شهادة إنهاء دورة في ثلاثة أشهر ومن خلال جدول مرتبات القرار اتضح انه سيتحصل على مرتب  يضاهي  مرتب موظف إداري يحمل درجة البكالوريوس .

أيعقل أن يتساوى مرتب العنصر الطبي والطبي المساعد الذي يشتغل في مرفق صحي يومين في الأسبوع مع زميله الذي يشتغل في أقسام العنايات، والأمراض السارية التي يكون فيها العنصر الطبي عرضة للإصابة بالأمراض المعدية بسبب خطأ ” بوخزة إبرة لا قدر الله”،

فلهذا كان واجباً على اللجنة المختصة مراعاة نسبة الأداء قبل استصدار القرار لأنه في حال قامت بتمييز العاملين في المستشفيات عن المرافق الصحية فستحدث  هجرة من المرافق المكتظة بالعناصر الطبية والطبية المساعدة التي تشتغل يومين في الأسبوع للعمل في المستشفيات التي تعاني نقصاَ في بعض التخصصات ومنها التمريض رغبة في زيادة المرتب، وبهذا تكون الوزارة قد قامت بسد العجز الذي تعاني منه المستشفيات واختيار الأنسب للعمل فيها وفق شروط للعمل في كل الأوقات وعدم التحجج بالعمل بالفترة صباحية مثل المرافق الصحية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى