كتاب الرائ

اغتنام الفرص

عبدالحكيم القيادي

اغتنام الفرص

عبدالحكيم القيادي

لا تدرون متى سيقال عنكم استغفروا لأخيكم واسألوا له الثبات فإنه الان يسال، ستدفن وتنسى مهما كانت قيمتك ومكانتك، الصلاة والقرآن هما فقط إن احسنت صحبتهما في الدنيا رافقاك في لحدك اللهم لاتخرجنا من الدنيا إلا وأنت راضي عنا، بالأمس القريب كنا نقول رمضان اهلا كنا نستعد له ونجهز انفسنا لإقامة شعائره والمحافظة على الصلاة فيه كل صلاة في وقتها كانت المساجد تعج بالمصلين في كل الاوقات وخاصة في صلاة العشاء والتراويح لكم هو منظر مهيب لرؤيتك لجموع المصلين وهم يتوجهون للمساجد لأداء صلاتهم، ولكم انتم غربا ايه البشر اليوم اوشك شهر الخيرات على الرحيل واصبحت المساجد التي تعج بالأمس بالمصلين تتناقص حتى لا تكاد أن ترى اكثر من صف او صفين على الاكثر في بعض المساجد وكأني بهؤلاء الجموع قد تبخرت، أنها الاسواق احد اكبر الفتن في هذه الدنيا صحيح كلنا لنا التزامات ومستلزمات داخلها ولكن لنجعلها لا تلهينا عن اقامة شعائرنا  وطقوسنا فصلاتنا هي ما ينفعنا يوم لقاء ربنا عز وجل فاليوم نقول رمضان سهلا  فما اسرع خطاك وتمشي على عجل ولا نعلم هل نلقاك عاما قادم او نكون تحت الترب فيأرب اعتق رقابنا واغفر لنا وأمحو ذنوبنا وأبدلها بحسنات، فلما لا نغتنم فرصة هذا الشهر العظيم هذا الشهر الذي لايعرف فضله الا من يراه من المسلمين، فوفقنا يا الله لاغتنام الخيرات، واجعلنا من المسارعين إلى الأعمال الصالحات آمين، نحن في شهر عظيم مبارك، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، العتق والغفران، تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، شهر تجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات وتغفر فيه السيئات، شهر يجود الله فيه سبحانه على عباده بالكرامات، جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام، فصامه المصطفى صلى الله عليه وسلم وأمر الناس بصيامه، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن من صامه وقامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم، بادروا فيه إلى التوبة النصوح من جميع الذنوب والسيئات فالصلاة والصوم وسيلة لطهارته وعفافه، فاعلم أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، والصوم يضيق تلك المجاري ويذكر بالله وعظمته، فيضعف سلطان الشيطان ويقوى سلطان الإيمان وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وسلسلت الشياطين وأخرج الترمذي وابن ماجة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة فلما نضيع هذه السانحة من بين ايدينا كرامة من عند الله خص بها المسلمين يستجيب فيه الدعاء، وينظر الله تعالى إلى اقبالكم وتنافسكم فيه ويباهي بكم ملائكته، فلما العجلة في ترك الصلاة ياعبد الله فروح الصلاة هو الإقبال عليها بالقلب والقالب والخشوع فيها، وأداؤها كما شرع الله بإخلاص وصدق ورغبة ورهبة وقال النبي صلى الله عليه وسلم وجعلت قرة عيني في الصلاة نسأل الله أن يتقبل منا جميعاً صلاتنا وصيامنا وقيامنا، وأن يصلح ولاة أمر المسلمين، وأن ينصر بهم دينه، ويخذل بهم أعداه، وأن يوفق الجميع للفقه في الدين والثبات عليه، والحكم به والتحاكم إليه في كل شيء، إنه على كل شيء قدير.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى