كتاب الرائ

الفيروسات والأمراض المزمنة 

د.علي المبروك ابوقرين

العالم لازال يعاني من الكوفيد 19 ومتحوراتها ومتغيراتها ، ومن الإنفلونزا الموسمية المتعددة ، وتزداد خطورتهم نتيجة للتراخي في إتخاذ  الإجراءات الرسمية والاحتياطيات الوقائية المسبقة ، وعدم التزام الناس بالإرشادات الصحية للتوقي من عدوى فيروسات الإنفلونزا الموسمية والكوفيد-19 ومتحوراتها ، وللأسف  عموم الناس تعتقد أن  العدوى الفيروسية تسبب بعض الأعراض الحادة البسيطة والتعافي منها في أيام قليلة ( دور برد خفيف او زكمة بسيطة ) ، بما في ذلك من تم إدخالهم للمستشفى لبضعة أيام للاعتقاد أن الخروج من المستشفى هو التعافي ، والواقع أن الإنفلونزا الموسمية قد تتطور لإنفلونزا طويلة كما الكوفيد 19 تتطور كذلك للكوفيد الطويل ، بمعنى إستمرار الأعراض ومضاعفاتها لمدة أطول تزيد عن أسابيع أو أشهر عديدة وقد تحتاج بعض الحالات للإدخال للمستشفى لعدة مرات أو أحيانا للعناية الفائقة، وقد تؤدي للوفاة..

ولأننا  دخلنا دروة فصل الشتاء الذي تنشط فيه فيروسات الإنفلونزا الموسمية ، وإنتشار لمتحورات جديدة من الكوفيد19 وأحدثها  ( JN-1 ) الأكثر انتشار ، مع إن  الأعراض تتشابه في معظم متغيرات الكوفيد السابقة ، إلا أن المستحدث قد يأخد مدة أطول  للتعافي ، وتتراوح الأعراض بين الصداع والحمى والرعشة والسعال والعطس وسيلان الأنف ، والتهاب الحلق والضعف العام والجفاف ، وقد تكون الأعراض دوخة وقئ ومغص والآم بالمعدة وإسهال، وقد تترتب على العدوى الفيروسية للاتنين الإنفلونزا الموسمية والكوفيد أمراض مزمنة كثيرة قد تقتصر أحيانًا على أمراض  الجهاز التنفسي بالنسبة للإنفلونزا الموسمية  ، ولكن الكوفيد آثارها  صعبة ومعقدة على وظائف معظم أعضاء الجسم ، وتزداد خطورتهم  على كبار السن والأطفال والذين يعانون من أمراض مزمنة وأمراض مناعية ، ولهذا على القطاع الصحي إتخاد الإجراءات الاحترازية اللازمة وتكثيف برامج التوعية والتثقيف الصحي الجادة والفعالة من خلال كل الوسائل المتاحة ، ولكل الجهات الدراسية والمساجد وجهات العمل والأسواق والزيارات الميدانية للبيوت ، واتخاذ كل مايلزم للتطبيق الفعلي للخدمات الصحية الاستباقية والتعزيزية والوقائية ، والانذار المبكر والترصد والتقصي ، والتواصل المستمر مع الهيئات والمؤسسات الدولية ذات العلاقة .. 

وأن يكون النظام الصحي على جاهزية كاملة وقادر على الاستجابة والمرونة والاستعداد لمواجهة التحديات الصحية في مكافحة الأوبئة والتقليل من آثارها السلبية ، وعلى كل الناس الالتزام بالإرشادات الصحية وإتباع التوصيات الطبية ، وضرورة تغيير أنماط الحياة للأفضل ومنها الأكل الصحي وممارسة الرياضة والابتعاد عن التدخين وتجنب الضغوط النفسية ، والالتزام بالبيت في حالة ظهور الأعراض واستشارة الطبيب اذا زادت حدتها ، وتنفيذ التعليمات الرسمية الصادرة من الجهات ذات الاختصاص للحفاظ على سلامة العباد والبلاد..

الصحة مرتبطة بالمحددات الاجتماعية والبيئية ، والمحددات الصحية جوهر عمل النظام الصحي .

والوقاية خير من العلاج لتجنب الكثير من الأمراض المزمنة والخطيرة ، والعدوى الفيروسية ليست أعراض أو أمراض حادة وبسيطة ،

حفظ الله أمتنا وبلادنا 

       

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى