كتاب الرائ

المهاجرين والصحة

د.علي المبروك ابوقرين

في يوم 18 ديسمبر من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للمهاجرين ، 

وتهاجر الناس من مكان لآخر لعدة أسباب جوهرية ، ومن أهمها تحسين الظروف المعيشية والهروب من الفقر أو لإنعدام الأمن  والاستقرار ، وهناك المهاجر طوعًا بطرق مشروعة وقانونية أو بطرق غير ذلك ، وهناك اللاجئين وهم المجبرين على ترك أماكنهم ومواطنهم الأصلية ، والمهاجرين واللاجئين مجتمعات كأي مجتمعات يمتهنوا مهن متعددة ولهم لغاتهم وثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم ، وبما أن العالم اتفق على ان الحق في الصحة أساسي لكل إنسان  ، وأن الدول ملزمة بحماية هذا الحق الأصيل وتعزيزه  والدفاع عنه ، ووضعت الالتزامات الدولية والإقليمية لدعم هذا الحق ، ومنها الإتفاق  العالمي للأمم المتحدة بشأن الهجرة في الحصول على خدمات الرعاية الصحية ، ووضعت منظمة الصحة العالمية خطط العمل الدولية بشأن تعزيز صحة المهاجرين واللاجئين متزامنة مع أهداف التنمية المستدامة 2030 وبالأخص التغطية الصحية الشاملة ، وأكد اجتماع مراكش بشأن صحة اللاجئين والمهاجرين على حق كل إنسان في الصحة دون تمييز ، وتم تحديد الالتزامات المتعلقة بصحة اللاجئين والمهاجرين في إعلان الرباط ،

وينص الميثاق الاجتماعي الاوروبي 1961 وميثاق الإتحاد الاوربي عام 2000 على حق كل فرد في الحصول على الخدمات الصحية والعلاجية إلى جانب الحق في ظروف عمل صحية وآمنة ، 

وللأسف يواجه بعض المهاجرين واللاجئين مخاطر صحية نتيجة العنف والعنصرية وظروف العمل السيئة التي تهدد حياتهم ، ويعاني معظمهم من الاستغلال والسكن الغير صحي وعدم الاستقرار ، ومن بين المهاجرين الأطفال بدون الأهل ، ومنهم من هم ضحايا تجارة البشر ، ومنهم ضحايا العنف البدني والنفسي ، ويعلم الجميع أن من الأبعاد الرئيسية المتعلقة بالهجرة هي الصحة والصحة مرتبطة بالمحددات الاجتماعية ، وصحة المهاجرين واللاجئين تنعكس على الصحة العامة للمجتمعات المضيفة ، وحماية صحة المهاجرين واللاجئين تحقيق للأبعاد الأخلاقية والقانونية مما يلزم العمل على ترسيخ برامج التثقيف الصحي والتوعية بالطب الوقائي والصحة المهنية ، وتخطي الحواجز اللغوية والثقافية ، لحماية وتعزيز الصحة العامة ومنع انتشار الأمراض المعدية والمزمنة التي تزداد خطورتها في السكان الاكثر حرمانًا ، ومجتمعات الأقليات العرقية والمهمشين والمهاجرين غير الشرعيين أو غير القانونيين …

 ولهذا في هذا اليوم نناشد جميع دول ألعالم إلى تأكيد التزامها بحماية وتعزيز والدفاع عن حق الانسان في الصحة لجميع المهاجرين واللاجئين والفئات الضعيفة دون تمييز ، وضرورة توفير الآمان للعناصر العاملة من المهاجرين واللاجئين بالقطاعات الصحية  ، 

والحرص على تنفيذ ما أتفق عليه العالم أن الصحة حق أساسي لكل الناس لضمان الحصول على التغطية الصحية الشاملة لكل المهاجرين واللاجئين نظاميين وعير نظاميين  ..

وبهذه المناسبة نناشد العالم بحماية القطاع الصحي الفلسطيني والمستشفيات والمرافق الصحية بغزة ,وحماية الأطقم الطبية وفرق الإنقاذ والمرضى والجرحى وتوفير جميع الاحتياجات من الأدوية والمستلزمات والمعدات الطبية وغيرها من كل المستلزمات التشغيلية للمستشفيات والمنشات الصحية ، وضرورة ايقاف الحرب والمجازر التي تتعرض لها غزة وتطبيق القانون الدولي الإنساني ..

ولا يمكن أن تكون هناك صحة ولا خدمات صحية في ظل حرب إبادة وتطهير عرقي وتدمر للمستشفيات وقتل متعمد للأطباء والمسعفين والمرضى والجرحى ، ونازحين بالملايين في العراء لا يتوفر لهم المأوى الصحي ولا مياه الشرب ولا الغذاء ولا الدواء ولا الامان..

الصحة حق 

ولا صحة بدون آمان

     .د.علي المبروك ابوقرين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى