كتاب الرائ

“تارزي” تحت الطلب

عصام فطيس

بإختصار
“تارزي” تحت الطلب

♦ عصام فطيس
استغربت اشد الاستغراب من ردود الأفعال التي جاءت بعد الإحاطة التي قدمها رئيس بعثة الدعم للأمم المتحدة في ليبيا السيد غسان سلامة ، وتباينت هذه الردود مابين رافضة لها شكلا ومضمونا وبين من قبلها على مضض ومن قبلها بتحفظ .

ولا غضاضة في الامر ان يأتي الاستهجان والرفض من العامة على اعتبار انهم ليسوا على دراية بطبيعة عمل البعثة الأممية للدعم والدور الذي تقوم به وعلى راي المثل ان كنت تعلم فتلك مصيبة وان كنت لا تعلم فالمصيبة اكبر .
أين الخلل في الإحاطة ؟ولماذا استقبلت بالتشنج وإطلقت التهديدات التي مست رئيس البعثة السيد غسان سلامة ؟
كل من تابع الإحاطة وبموضوعية يلاحظ ان السيد سلامة قدم إحاطة متوازنة نال شررها طرفي النزاع الليبي وهو لعلم الجميع لايفدم إحاطة شخصية عن رؤيته بل هي نتاج عمل البعثة وفيلقها السياسي والإعلامي والاقتصادي والأمني في ليبيا ، إضافة الى المعلومات الواردة إليه من (ناسنا الطيبين)وهذه المعلومات يتم فلترتها والتحقق منها قبل تقديمها لجلسة الاستماع ، وما الإحاطة الا خلاصة لعمل ميداني تواصل لأشهر منذ الإحاطة التي سبقتها ، فلا غسان سيكتب على هوائه ولا البعثة ستقدم إحاطة وفقا لمتطلبات هذا الفريق او ذاك ! رئيس البعثة قال عبارة بقدر ما كانت صادمة الا انه وضع يده على الجرح او لنكن واقعيين اكثر على جروحنا ، العالم يعلم عنكم اكثر مما تعلمون عن انفسكم ! وهذه لوحدها تكفي .
هل ننكر تدخل اطراف إقليمية في صراعاتنا ؟ هل ننكر ارتكاب انتهاكات وجرائم حرب ؟ هل ننكر ان الأسلحة تتهاطل علينا من كل حدب وصوب ؟ هل ننكر اننا أصبحنا مقصد لكل تجار الحرب والمغامرين واللصوص في العالم ؟ الذي نريده من الأمم المتحدة والعالم ؟ هل نريد حلاً لخلافاتنا وصراعاتنا ونحن من نتفنن في إذكائها؟
الامم المتحدة لازالت تمسك العصا من المنتصف وهذا دورها إلى حين ان تصل إلى قناعة باستحالة الوصول إلى حل توافقي عندئذ ستختفي اللغة الدبلوماسية وستسمي الأشياء بمسمياتها .

عبر تاريخها في فض المنازعات نجحت الأمم المتحدة أحيانا وفشلت في أحيان أخرى ، ويبقى الفيصل في النجاح من عدمه الى الرغبة الصادقة في التوصل إلى حل ، وفِي الحالة الليبية طبخة كثر طباخوها ولكل طريقته .
علينا الا نلوم سلامة ولا البعثة الأممية على إحاطتها ، فنحن من جلبنا الى بلادنا هذا الخراب والدمار ونصر كل يوم على المضي قدماً في غينا ، وبعد ان رهننا مصيرنا لنقبل بما سيأتون به ، كثيرون وصلوا إلى قناعة ان الأزمة سيطول أمدها لان اطرافها يبحثون عن حل يقدمه تارزي تحت الطلب، وهو غير متوفر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى