كتاب الرائ

استحقاقات وطنية بامتياز –

محمد الفيتوري -

استحقاقات وطنية بامتياز

محمد الفيتوري

تقتضي مصلحة الوطن الخروج من واقع المراوحة والجمود السياسي الذي يودي إلي إهدار المزيد من الزمن فيما لا طائل في وقت تسارع فيه الدول من حولنا إلى إنجاز المشاريع الاقتصادية العملاقة التي تواكب بها تطورات العصر الذي نعيشه إذ لم يعد من المقبول البته أن تضيع السنوات هكذا دون أن ننجز خطوة واحدة إلى الأمام يشعر معها الليبيون أنهم قادرون على النهوض وتدراك ما فات من سنوات ضاعت واستثمار إمكانياتهم في البناء بعد استيعاب الدروس من الماضي الأليم الذي ترك اثاراً وخيمة على مختلف مناحي الحياة وعانى في ظله المواطن صعوبات جمة ..

فلا بد من رسم خطط تؤضي إلى الوصول لبر الأمان والحفاظ على وحدة وسيادة الوطن من العبث والسمو والرفعة عن الصغائر من أجل إنجاز الاستحقاقات الوطنية التي تلوح في الأفق كإقرار الدستور وتشكيل الأجهزة والمؤسسات العامة التي سيناط  بها مسؤولية قيادة المرحلة القادمة ومجابهة كافة التحديات المستقبلية ومن ثم تنتهي حالة الانقسام ويعود الوطن سليماً معافى بفعل إرادة أبنائه المخلصين الذين لا هم لهم إلا راب الصدع وتقوية اوصر الأخوة بين الأشقاء وتجاوز الماضي بكل تداعياته والتطلع إلي المستقبل بنظرة ثاقبة وحكيمة تنشل الوطن من براثن الخطر وتثبت أركانه أمام عواصف البتشظي الهوجاء يتسنى بعد ذلك الانطلاق نحو بناء الدولة الحديثة العصرية التي يتطلع إليها الليبيون كافة حتى تنسيهم سنوات القحط التي تعايشوا معها وعانوا في ظلها الفقر والحرمان على الرغم من إن بلادهم حباها الله عز وجل بثروات هائلة لو استخدمت في التنمية والبناء لكانت ليبيا في مصاف الدول المتقدمة .

إن المعركة الآن هي معركة الخروج من هذا الواقع السييء الذي لايليق بنا ولا يحقق أمانينا وتطلعاتنا في مستقبل زاهر ينسينا على الاقل آلمنا ومعاناتنا جراء الفواتير الباهضة التي قدمناها في سبيل الوطن ومن ثم فإن الليبيين جميعاً معنيون بهذه المعركة المصيرية لأن الانتصار فيها  هو انتصار لليبيا كلها وعليه لا مناص من الايفاد باستحقاقات المستقبل التي لم يغير تحتمل التأجيل لأنها تمس وجود ليبيا برمته بين الدول هذه الاستحقاقات لن يكتب لها النجاح الا من خلال تغليب المصلحة العليا للواطن عن أية مصالح أخرى جهوية أو قبلية أو مناطقية ولنترك بعد ذلك كافة القضايا والإشكاليات للقانون وللعدالة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى