كتاب الرائ

عصا السراج السحرية  !

عصام فطيس

بإختصار

تباينت ردود الافعال  للكلمة  التى ألقاها يوم الاثنين الماضي  رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج بعد الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة طرابلس ومختلف المدن الليبية  احتجاجا على ما آلت إليه الاحوال المعيشية في عموم المدن الليبية من انعدام ابسط الخدمات وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طوال،  وما تبعها من طوابير على محطات الوقود وانعدام السيولة النقدية في المصارف اضافة الى الفساد الذي ضرب مختلف القطاعات الادارية والخدمية في الدولة الى درجة انه تمدد بشكل مخيف واصبحت بلادنا في قمة الدول التي عّم فيها الفساد على مستوي العالم .

مؤيدوا الكلمة اعتبروا ان السراج اكد على حماية المتظاهرين السلميين وحمايتهم وعلى شرعية مطالبهم ، وسلط الضوء على اهم الصعوبات التي تواجه الليبيين واعدا  بالعمل على حلها في اقرب الآجال وتسخير كل الجهود لذلك ، وتشديده على محاربة الفساد الذي استشري في الدولة ( من بيحارب والا بيحارب ؟ ) ، فيما  اعتبر آخرون ان الكلمة كانت دون المستوي ولَم تقدم حلولا آنية للمشاكل التي يعاني منها الليبيين منذ سنوات مما جعلتهم يخرجون للتعبير عن غضبهم احتجاجا على ذلك .

وفِي جميع الاحوال جاءت هذه  التظاهرات لتبين حجم المعاناة التي تشعر بها قطاعات عريضة من الشعب الليبي الذي صبر وصبر على امل تحسن احواله المعيشية الا ان حكوماته المتعاقبة لم تبال بذلك وانشغل وزراءها ومسؤولوها التنفيذيون في تدبير امورهم الخاصة غير مبالين بحقوق الشعب المشروعة في العيش بحرية وكرامة ، ولَم يتوقف الامر على ذلك بل درج هؤلاء على استفزاز الناس برحلات لقضاء اجازات خاصة  على متن طائرات مؤجرة واقامات فاخرة  تتكفل بمصاريفها شركات قابضة  واستراحات وفلل سبعة نجوم داخل وخارج ليبيا ، وكله على عينك يا تاجر وانت يا ليبي مص الليم  ، اضافة الى عديد الممارسات الاخري وشبهات الفساد التي طالت رؤوسا يعرفها القاصي والداني ، وسط صمت الجهات الرقابية التى اتخذت تمثال الحكمة الصيني شعارا لها .

اليوم يجب ان نعترف بعمق المأزق الذي تمر به بلادنا الان ، وما نحتاجه الان هو سلطة سياسية وتنفيذية قوية قادرة على توفير سبل الحياة الكريمة للشعب الليبي ، اعضاء المجلس الرئاسي منشغلين بالمناكفات  فيما بينهم ، ومنهم من ارتضي بالركون الى الظل  ( ما تقربنيش والمهم  الخبيزة ماشية ) .

لابد من قراءة موضوعية لهذا الحراك الشبابي ، والابتعاد عن محاولة تسييسه ، هل يعلم هؤلاء المسؤولين بقوارب الموت التي تتجه الى لامبيدوزا و تقل شباب وعائلات ليبية بحثا عن فرص اخري للحياة بعد ان سدت امامهم ابواب العيش الكريم !

هل لديهم علم بجيوش العاطلين عن العمل ؟ هل يدركون ان هناك الآلاف يعيشون تحت مستوي خط الفقر ؟

الليبيون لا ينتظرون عصا السراج السحرية ، بل ينتظرون جدية اكبر وحلول موضوعية لمواجهة مشاكلهم اليومية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى