كتاب الرائ

اتفاق صيني روسي .. صفعة لترامب أم بعث للاشتراكية ؟!  –

 علي شعيب -

طابت أوقاتكم ..

 علي شعيب

اتفاق صيني روسي .. صفعة لترامب أم بعث للاشتراكية ؟! 

كشفت صحيفة “ازفستيا” الروسية في عددها الصادر يوم الجمعة 28 من يونيو المنصرم، النقاب عن صفعة موجعة وجهها قطبان (سابقان) من أقطاب الاشتراكية العالمية، وهما الصين الماوية نسبة إلى “ماو تسي تونغ” .. وروسيا السوفياتية نسبة إلى الإتحاد السوفيتي، وجهاها إلى قطب الرأسمالية (المتغوّلة) منذ أن دق ميخائيل غورباتشوف أول مسمار في نعش الإتحاد السوفيتي عام 1990 .. وارتفع وطيس تغوّلها منذ اعتلاء المغامر المقامر بملاهي (لاس فيغاس) دونالد ترامب صهوة البيت الأبيض وشرع ينتزع مليارات الدولارات انتزاعا، من الحسابات العلنية والسرية التي يودعها أغنياء مجلة “فوربس” لدى المصارف الأمريكية وغيرها !!

وتمثلت تلك الصفعة في توقيع الصين وروسيا ((اتفاقية)) يتم بموجبها الاستغناء عن الدولار الأمريكي في الحسابات التجارية بينهما، والاعتماد على الـ (روبل) الروسي والـ (يوان) الصيني كعملات محلية عوضا عن العملة الأمريكية .. وسيعمل الجانبان بموجب هذه الاتفاقية على تنظيم قنوات الدفع بين الشركات الروسية والصينية لتكون هذه القنوات صلة الوصل بين منظومتي الدفع في موسكو وبكين .. واللذين تجاوز التبادل التجاري بينهما في العام الماضي 2018 مستوى الــ100 مليار دولار .

هذا ما كشفته الصحيفة الروسية في عددها المشار إليه،  لكن الملفت في هذا الكشف هو أن هذه الاتفاقية تم التوقيع عليها منذ بداية شهر يونيو  الذي مضى على انتهائه يومان .. ووقعها وزير مالية الاتحاد الروسي انطون سيلوانوف من جهة، ومن الجهة المقابلة وقعها “يي هانغ” رئيس بنك الشعب الصيني .. ولكن الإعلام الغربي، والأمريكي تحديدا، لم يشر إليها .. وكأن إلغاء تعامل عملاقين، بحجم الصين والاتحاد الروسي، لما يزيد عن مبلغ مائة ألف مليون دولار، واستبداله بعملتي العملاقين لا يعني شيئا ..  في الوقت الذي يضغط ترامب على أنظمة بعض الدول أن تدفع لإدارته عشرات الملايين نظير محافظة أمريكا على استمرار تلك الأنظمة، ولا يتورع “ترامب” عن إعلان هذه الضغوط أمام شاشات التلفزة وعدسات التصوير!!

فهل أفقد وقع هذه الصفعة النظام الغربي وإعلامه المدجّن  صوابه .. وبعثت في أعماقه ((الاشتراكية فوبيا)) هلعا ورعبا من نهوض جبهة اليسار والاشتراكية من جديد رغم ما بذل من جهود امبريالية لوأدها ؟!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى