كتاب الرائ

“من سبها إلى كاباو”

“من الأخير”

هشام الصيد

عندما أصدر المجلس الرئاسي السابق قبل أشهر قرارا باغلاق الحدود الإدارية لمدينة سبها، ومنع التنقل منها وإليها، وحظر التجول لأكثر من اسبوعين بعد تسجيل عشرات الاصابات بفيروس “كورونا” وعدم قدرة المكلفين بمركز العزل في المدينة تقديم خدمة طبية للحالات الموفدة بالعشرات في آن واحد بسبب نقص الامكانيات.

عندها قامت اللجنة العلمية الاستشارية بايفاد فرق طبية للمدينة كدعم للفرق الموجودة فيها وتزويدها بكل الامكانيات من أجل انحسار الفيروس حتى لايتسرب للمدن المجاورة وتفعيل عمل فرق الرصد والتقصي لمتابعة الموقف لإعداد تقاريرها ومعرفة الأسباب الرئيسة لانتشاره لاتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهته.

فالمواجهة المباشرة بين الفيروس والجيش الأبيض من الأطباء وتوفير الامكانيات ووعي المواطنين ساهمت بشكل مباشر في انحسار انتشاره وبدأت الحياة تعود لطبيعتها في المدنية، الأمر الذي استوجب على اللجنة العلمية ومركز مكافحة الأمراض الاستفادة من هذه المواجهة التي حققا فيها نصرا مؤزرا على فيروس “كورونا”.

لنتفاجأ قبل أيام اعلان ” كابو” أحد مدن الجبل الغربي إصابة أعدد كبيرة من الأهالي بمختلف الأعمار بفيروس” كورونا” الأمر الذي جعل الجهات ذات العلاقة والمدن المجاورة تعلن حالة النفير لمواجهة الفيروس واعلان مركز الفلترة في المدينة من الأهالي التوجه إلى المركز لأخذ مسحات أنفية للتأكد من إجمالي الحالات المصابة داخل” كاباو”.

فالجهود المبذولة لاحتواء الموقف وتعقيم المدينة على وجه السرعة سوف يقدم نتائج ناجحة تسهم في انحسار الفيروس.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا تستيقظ الجهات المختصة إلا بعد تسجيل الإصابات والوفيات وخروج الموقف عن السيطرة واطلاق المناشدات من المناطق التي تكتوي بنار الفيروس.

ولضمان عدم تكرار ماحصل في سبها وكاباو يجب على خبراء اللجنة العلمية وضع خطة عمل محكمة لعدم انتشار الفيروس بتوفير كل احتياجات مراكز العزل والعمل على منح العاملين فيها مستحقاتهم المتأخرة والتركيز على الجانب التوعوي والاعلامي كبديل للقاح الذي طال انتظاره ولم يصل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى