كتاب الرائ

بشائر غدامس

بإختصار ..

عصام فطيس

بعد ان تبخر حلم المؤتمر الجامع في ابريل من العام 2019 م ، اثر الحرب التي شهدتها العاصمة وسقط فيها ميئات الابرياء ، ها هي غدامس تعود للواجهة كمدينة تهيئ  للسلام في ليبيا ، هذه المدينة الوادعة حققت صحة العملية الحسابية وتحولت  5+5 الى 10 بعد ان كانت خمستين فقط .

ماراثون طويل خاضته البعثة الاممية للدعم في ليبيا برئاسة

 الامريكية ستيفاني ويليامز وسط دعم دولي واقليمي وتمكنت من تحقيق اختراقات مهمة في الازمة الليبية ، وبعد اجتماعات في جينيف نقلت ويليامز  طرفي الصراع في لجنة (5+5) الى الاجتماع في جوهرة الصحراء غدامس ،  متوصلة  وعلى مدار يومين لنتائج  هامة سوف تمهد الطريق بشكل ايجابي أمام المسار السياسي ، ورغم أن هناك من يشير إلي أن السبب الرئيسي للتوصل  لهذه النتائج الإيجابية هو نتيجة للضغوط الدولية ، الا أنه لابد من الاشارة إلي أن  طرفي النزاع أدركا أن إستمرار مسلسل العنف في ليبيا ليس في صالحهما خاصة وأن هذا النوع من الصراعات الاهلية الرابح فيها خاسر .

ومن هذا المنطلق عكس عمل اللجنة العسكرية المشتركة إحساسا عاليا بالمسؤولية من قبل أعضائها الذين إتفقوا  على تشكيل لجنة عسكرية للإشراف على عودة القوات إلى مقارها السابقة وسحب العناصر  الأجنبية من خطوط التماس وخروجها من ليبيا ، ووضع تدابير لمراقبة وقف إطلاق النار بمشاركة مراقبين دوليين .

وإذا كانت هذه القرارات ستنعكس إيجابًا على الداخل الإ  أن أعضاء اللجنة  والسيدة ويليامز تصرفوا بحرفية عالية من خلال تحصين قراراتهم بدعوتهم لمجلس الأمن الدولي بتبنيها وإصدار قرار ملزم لتنفيذ ما تم التوصل إليه في كل من جنيف وغدامس ، وهي التوصية التي لقت تأييدا من الناطق الرسمي بإسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الذي إعتبر  أن الصوت السريع والموحد من مجلس الأمن مفيد دائمًا للأطراف الليبية ولجهود تحقيق  السلام والاستقرار.

الذي نفهمه أن هذا السعي الاممي الحثيث لإيجاد حل للازمة الليبية يأتي بعد إدراك الاطراف الفاعلة في المجتمع الدولي أن ترك الحبل على الغارب سيؤدي إلى المزيد  من الفوضي ،ورغم ان التحرك الاخير يشيع أجواء من التفاؤل و الإنفراج الا ان الحديث عن  عودة الامن والسلام لليبيا لازال في البداية فهناك أطراف محلية واقليمية لازالت تسعي لإستمرار الفوضي وستعمل على عرقلة أي بشائر من بعد غدامس  ، وقد يظهر ذلك عند انطلاق المسار السياسي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى