كتاب الرائ

حتى تكون قيمنا الثقافية بأن نخلص لها وندين بها

بقلم / خليفة الرقيعي

الحلقة الخامسة

الاهتمام بالثقافة وبمؤسساتها له مبرراته لأننا نعيش في عصر يزخر بالمشكلات التي تنشأ نتيجة التغييرات السريعة المتزايدة والتي تؤثر فينا تأثيراً عميقاً . ولا مناص من الاعتراف بأن هذه التغيرات أحدثت فينا تغيراً جذرياً . فنحن ، إذاً ، في حاجة إلى ثقافة توضح وتفسر هذه التغيرات والأحداث والإلمام بمفاهيمها وتبصرنا بما يدور من حولنا .. وخصوصاً عندما ينتج عن هذه التغيرات ضروباً من التحولات الأخلاقية والاجتماعية وتغيرات في القيم والمصالح .

نحن نواجه صراعاً غربياً قائماً له غايات اجتماعية وثقافية سلبية ويمثل هذا الصراع التضارب بين ما يسمى بالتحضر الغربي وبين عقيدتنا وقيمنا .

ويأتي هذا الغزو الغربي باسم الاتجاهات المعاصرة التي يتبناها ويساندها ويدعمها عدو عقيدتنا وكنائسه التى تغض علينا الأنامل حسداً من بعد ما تبين لهم الحق . فلا بد أن تكون لنا ثقافة توضح لنا وتبصرنا بما يدور حولنا ويدبر ضدنا حتى لا نكون ضحية هذا الغزو الحقود وما وراء هذا الغزو من فساد ودمار .

هذا الغزو يجسد الفكر الغربي الفاسد وينبع من مصادر لا تحترم الإنسانية ولا تعتبر للذات الالهية أي اعتبار ، وكل ما يصبو إليه هو الاستغلال والاستنزاف والاستبعاد والاحتقار . وهو فاقد للنظرة الشاملة والمنزهة ومتميز بالعنصرية ويظهر خلاف ما يبطن … وهذا يعني ، وبكل صراحة وقناعة ، وجوب الابتعاد عنه وعدم المساهمة فيه وإن تتخذ موقفاً صارماً يدل على نكراننا له وإلمام بسلبياته وإنه لا يزيد عن وسيلة الغرب ومن تحالف معه لإبعادنا عن عقيدتنا وتدميرها وأنه لا يقم له بل أوجد فينا التعصب العنصري وما آلى إليه من تعصب قبلي يهددنا في الصميم .

أكثر مسؤوليات مؤسساتنا الثقافية إلحاحاً هو تخليص أذهاننا من شرور هذا الغزو واستبداله بمنهج سليم يجذب المواطن الليبي لتفادي كل ما يعيق وحدتنا الاجتماعية وإن تكون تصرفاتنا قائمة على العقل وحب الخير والعدالة ولولاء ونبذ الشر والظلم والخيانة وأن تكون تصورات وغاية هذه المؤسسات منصرفة إلى الأخلاق واحترام الحقوق والقانون حتى تصبح لثقافتنا قيمة تكمن فيها الحقيقة والواقعية وأن تكون معاييرها الدائمة والثابتة التي يتم بمقتضاها ترسيخ أركان ثقافتنا التماثل ومحاكاة العقيدة الإسلامية الحقيقية وأن تكون سبيلها حتى تصل إلى الكمال بعون الله ومشيئته .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى