كتاب الرائ

ليبيا وحرب قناتي الجزيرة والعربية !! – طابت اوقاتكم ..

علي شعيب -

طابت اوقاتكم ..

ــــــــــــــــــــــــــــ                                    علي شعيب

ليبيا وحرب قناتي الجزيرة والعربية !!

حتى هذه اللحظة لم استطع فهم سر الخلاف، الذي وصل إلى درجة الاقتتال المشحون بالحرب الكلامية والإعلامية، بين النظام السعودي، والنظام القطري .. رغم أنهما وجهان لعملة واحدة ألا وهي ((الإسلام السياسي)) المتكئ على أيديولوجية إخوانية، أو ((غاليكارية)) ولدت على يد ((القابلة)) البريطانية، وتنشئتها لكل من محمد بن عبد الوهاب، وحسن البنا .

وحتى عند وجودي في لندن منذ تسعينيات القرن العشرين الماضي لم استوعب مسارعة، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جبر آل جاسم، عام 1996 إلى احتضان مجموعة الإذاعيين والصحافيين الذين دشنوا قناة B B C  العربية، وأقفلت بعد أشهر من انطلاقتها.. بمجرد أن ألغى غازي القصيبي سفير السعودية بلندن آنئذ، التعاقد مع القناة بقيمة 10 ملايين جنيه إسترليني، بسبب إقدام القناة على نشر جزء من تقرير منظمة “أمنستي” حول انتهاكات حقوق الإنسان والحريات في السعودية، ليطلقوا من الدوحة قناة ((الجزيرة))  !!

كما لم استوعب تخلي الصحافي السعودي الصديق عبد الرحمن الراشد عن رئاسة تحرير صحيفة الشرق الأوسط  السعودية التي تصدر بلندن وتدشينه لقناة ((العربية)) من إمارة دبي .. وان يبتكر لها الشعار : ((العربية ان تعرف أكثر)) !!

ولكن .. ومع توالي الأيام والسنين اتضح أن القناتين لم تكونا .. سوى صوتين للعائلتين ((المتنابزتين)) في الدوحة والرياض ونشر غسيلهما على الملأ .. وكذلك التعريض والتدمير والإساءة لكل من يكون مناصرا أو مؤيدا لهذه العائلة أو تلك !!

ولم تنج ليبيا من ((صراع الديوك)) الدامي بين النظامين وقناتيهما المستخدمتين لأحدث التقنيات والأساليب الإعلامية القديمة والحديثة المدعومة بــ ((الغازدولار)) وبــ ((البترودولار)) !!

وكان أحدث الأدلة على أن ليبيا ضحية الحرب المستعرة بين القناتين ما أوردته كلتاهما حول دخول قوات ((حفتر)) إلى العاصمة طرابلس : حيث اعتبرته العربية ((فتح مبين)) بينما اعتبرته الجزيرة غزو لعرقلة المؤتمر الجامع .. وفيما توحي تغطية العربية بأن طرابلس شبه سقطت بأيدي حفتر فان تقارير الجزيرة تفيد بما يعني اندحاره !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى