كتاب الرائ

ماذا لو تغيرت المنظومة الاجتماعية

نجاح مصدق

بكل الألوان
1
الإنسان أبن بيئته هكذا اكد فلاسفة وعلماء منظرين وهكذا أثبت وبالتجربة أن الإنسان صنيعة البيئة المحيطة به يتشكل وينتج حسب المعطيات المتاحة وفق منظومة اجتماعية ونسيج متفق عليه ، لهذا ليس بالإمكان أن يطلب الإنسان في وطن ما رؤى وأحلام بعيدة عن واقعه .
الحرية والعدالة والمساواة غيرها من القيم والمطالب بالديمقراطية والتحرر هي مطالب كل إنسان في هذا العالم ، ولكن ما قد ينجح هناك لا ينجح هنا ما قد تسعه رقعة أوروبا وأميركا لا يتماشى وأسياج أفريقيا وقبائلها المتعددة ، حتى مفهوم المواطنة مختلف تماما قد تحدث وينجح مواطن من دولة في العالم الثالث في تحقيق شي ما في بيئة غير بيئته في أمريكا أو ألمانيا أو بريطانيا العظمى ، وقد يصبح اسما لامعا وطاقة معطاة ومبدعة لكن عند الرجوع إلى مسقط الرأس ومن الدخول إلى مطار البلد الأم قد يواجه بسؤال يعيده إلى نقطة الصفر ويدحض كل أمانيه بأنه يستطيع جلب المناخات ونفس التقدم والحرية إلى بلده  .
2
التفكير الذي لازال يمجد القبيلة والذي لازالت القبيلة تقود أحكامه وتحدد مساراته تفكير لا يمكن أن يصل بالمنتمين له إلى العدالة والديمقراطية والمساواة طالما لازالت الانتصارات والإنجازات تنسب إلى القبيلة وأبنائها والمفاضلة تحدث على هذا الأساس والنتيجة فوضى وتخبط تعرض أصحابها للانقياد والتبعية .
المنظومة الاجتماعية والقاعدة الأساسية في نسيجنا الليبي بحاجة إلى تغيير جذري بحاجة إلى نسف الصورة المرسومة عن القبيلة إلى تفتيت الانتماء حتى نتجاوز الدائرة الأولى نتقدم خطوة بحاجة إلى هدم الاعتزاز والمفاخرة بالجهوية والمكانية حتى لا يصبح هناك تميز ولا مفاضلة إلا بما يدفع بعجلة التقدم والحرية للإمام فهل سنظل في هذا الشرك ونطالب بالديمقراطية التي لن تأتي ابدا والحرية الوهم الذي لا تتماشى و مرابع القبيلة أم سنتمسك بنقطة الصفر ونوهم أنفسنا بأننا نبحث عن حرية وعدالة ومساواة ونفس ديمقراطي لن يكون يوما على مقاسنا  .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى