كتاب الرائ

ماذا أصابك يا وطن ؟

عبدالحكيم علي القيادي

نقطة على السطر
■ بقلم / عبدالحكيم علي القيادي
ماذا أصابك يا وطن ؟

قد تكون غيرتي على وطني هي من جعلتني أُسطر هذه الكلمات فالبعض قد يرى أنها نظرة تشائمية ولكن هي فعلا خواطر نابعة من وسط القلب , أليس من المعيب ومن مهزلة التاريخ أن يصبح مصيرنا بين أيدي غيرنا دول أوروبا وأمريكا تقرره وتحدده أو ليس هذه أكبر مهزلة مرة عبر العصور أن يكون لهذا الدخيل حكم في تقرير وضعنا هؤلاء الوافدين علينا باسم الأمم المتحدة والتي لم يكن لها اي دور في استقرار اي دولة ولم تقم بأي حل جذري بها , فمند نشأة هذا المسمى الامم المتحدة وهي تقوم بإرسال مندوبين في كل البلدان التي تنشب فيها خلافات داخلية بين ابنائها وللأسف كانت ليبيا واحدة منها ولم نسمع حتى اليوم عن أي دولة تدخلت فيه هذه البعثات ونتجت عنها حلول , فهل نستفق مما نحن فيه ؟
أين هم أبناء هذا الوطن هل أصابهم سبات أو اخذوا غفوة لم يستيقظوا منها بعد . هل قامت ثورة 17 فبراير والتي ضحى في سبيلها خيرة شبابنا جواهر نفتخر بعطائهم لهذا الوطن وكانت رسالتهم هي تعليمنا حب الوطن بوجه كل شخص حاقد يسعى الى تمزيقه , أصبحنا نشتري المستعمر بأموالنا هل هذا ما ترغبون فيه يا ساسة ليبيا في شرقها وغربها بحكوماتها المتعاقبة هل هذا ما أردتم أن توصلونا إليه هل هذه هي طموحاتكم التي أتيتم بها من الخارج بعد أن كنتم مغتربين هل هذا هو المستقبل المشرق الذي تمنيتموه لشباب ليبيا , تخططوا بأن تشتروا مستعمراً بثروات البلاد لتستريحوا أنتم هل هذا هو اقصى حلمكم أن تبيعوا البلاد والعباد .
كم من تساؤلات تدور في عقولنا , ولكن اتحسر على شباب الوطن الذين وضعوا كل طموحاتهم فيكم كل امالهم فيكم وقد خذلتموهم ايما خذلان هل هذا ما ترون أنه التطور والتقدم هل ترغبون في أن يطورونا هؤلاء الغرباء بعد أن يستعمرونا فقد كان لنا معهم تاريخ حافل هل ستجلبون لنا ظلماً جديداً بطريقة جديدة أقولها وبكل مرارة يا حسرة عليك يا وطني يا حسرة عليكم يا شباب بلادي لما قدمتموه من تضحيات يا حسرة على وطن يبكي شبابه تأمل أن يكون حرا بعد ان سلمكم كل شيء , يا ساسة بلادي تنحينا جانبا لنترك لكم البراح لنرى ما ستقدمونه لهذه الوطن ولكننا إلى متى سنبقى نتحسر على هذا الوطن الذي ضاع بين أرجل ساسته والذين لم يعوا ولم يقدروا ما قدمه جيل كامل في سبيل انجاح هذه الثورة , فأقول قول الشاعر العراقي متى من طول نزفك تستريح ? سلاماً ايها الوطن الجريح  !.
ولن يهدأ العالم حتى ينفذ حب الوطن من نفوس البشر فمن الخدمات التي يقدمها المستعمرون والمستبدون هي طمس عقول الناس حتى ينسوا معنى الوطن , وعِزّة الحرية ; بل جعلوهم لا يعقلون كيف تحكم أمة نفسها بنفسها دون سلطان قاهر , فلماذا أيها النفط العربي جئت بديلاً عن الإنسان العربي ?
لماذا جئت بهذه الضخامة والقوة والانتصارات وجاء الإنسان العربي بهذه الضآلة والعجز والهزائم ?
هل ينفع الدمع بعد اليوم في وطن من حرقة الدمع ما عادت له مكانة , فالوطنية تعمل ولا تتكلم .
فلتعمل ايها الوطني للأجيال القادمة أما السياسي فلن يفكر إلا بالانتخابات القادمة .
نسأل الله أن يلطف بالبلاد والعباد ويعينها على ما ابتلاه من أناس لم يخف الله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى