الدينية

من الأدب النبوي [ علامة المؤمن ]

من الأدب النبوي

[ علامة المؤمن ]

عن أنس رضي الله عنه، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا يؤمن أحدكم حتّى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه» رواه البخاري ومسلم وأحمد والنسائي.

اللغة:- المحبة: الميل إلى ما يوافق المحب من حسن وجمال، أو فضل كمال، أو خير وإحسان، والمراد هنا الميل الإختياري دون الطبعي القسري «القسر: هو القهر».

الشرح:- آية الإيمان الحق أن يرى الفرد نفسه عضوا في المجتمع، نفعه نفع لنفسه، وضره إضرار بها، فإذا أحس هذا الإحساس الصادق، وانطبع في نفسه رأى غيره كنفسه، بل رآه نفسه، فيحب له مثل ما يحب لنفسه، يحب لنفسه علما واسعا، وخلقا طيبا، وعملا صالحا، ومكانا عاليا، وشرفا ساميا، يحب لها بيتا جميلا؛ ومالا غزيرا، وضياعا واسعة، وزوجا صالحة، وبنين شهودا، وركوبا ذلولا «الذلول: الدابة السهلة والمهيأة»، وأقرباء مخلصين، وإخوانا صالحين، وخدما طائعين! فليحب لأخيه ابن أخيه- دنا أو علا- كل ذلك، أما أن يحب لنفسه أمرا ولا يحبه لغيره، ويحسده أو يحقد عليه إن ناله فذلك مناف للإيمان، بل ذلك بقية من آثار الكفران، وكما يحب لغيره ما يحب لنفسه يبغض له ما يبغض لها، يبغض الفقر والذل، والاستعباد والانحطاط، والبلاء في المال أو النفس أو الأولاد، وغير ذلك من الأمور المكروهة، فليبغض لأخيه ما يبغض لنفسه وفاء بحق الإيمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى