كتاب الرائ

متون وهوامش – عند السترات الصفراء الخبر اليقين –

الهادي الورفلي -

متون وهوامش

الهادي الورفلي

عند السترات الصفراء الخبر اليقين

“الله غالب” السطوة للأقوى، وهذا الأقوى سيظل دائما في نظر، واعتقاد الأضعف هو السيد الذي لا يخطئ..، من هنا ولدت فكرة الهيمنة ومعها كان “الإبهار” أداتها..

هكذا.. انبهرنا بهم.. بالأقوياء.. “بالسوبر باور”، وهكذا “انجذبنا” نحوهم، نحو ثقافتهم، وأساليب حياتهم، وطرق تفكيرهم، فسلمنا لهم عقولنا ليحشوها بما يريدون لا بما نريد.. وهكذا سقطنا في فخهم صاغرين..، وصرنا نجلد ذاتنا صباح مساء.. وصرنا نهزأ بأنفسنا.. وقدراتنا، وإرثنا، وتراثنا لمجرد أننا لسنا مثلهم.. وأردنا أن نتعلم “مشي الحمام” فلم نفلح، ونسينا “مشينا”..  وها نحن قاعدون على هامش لا يقعد فيه إلا العاطلون عن العمل.. المتخلفون عن التقدم.. يبهرنا الشكل.. ولا نعرف من الجوهر شيئا.. فعندنا “كل ما يلمع ذهبَا ” فما بالك إن كان الذي يلمع هو من صنع الأقوياء أصحاب النفوذ حتى على  عقولنا..

سقطنا.. وصرنا تبعاً.. نقتات على فتاتهم، فلا يأكل “الضعفاء” و “التُبّع” إلا الفتات.

تعج أسواقنا بكل غث وسمين من منتجاتهم ونحن نستهلك حتى ما لا نعرف منها.. وتعج عقولنا بأفكارهم، وثقافاتهم، وصرعاتهم و “موضاتهم” و “أمراضهم” فنتعمق عجزنا..، وتزيد من انبهارنا بها ونواصل سقوطنا المريع..، ومازال الذي يلمع في اعتقادنا “ذهبا”.. إعلامهم يخدعنا مثلما يخدع “الغلابة من أهله.. ألا يكفي أن نعرف أن خمس شركات أمريكية فقط هي التي تسيطر على كل وسائل الإعلام والصحافة و “السينما” وهي التي تشكل رؤى، وتصورات، ومواقف المواطن الأمريكي، والغربي عموماً.. وتجعله “يرى الحق باطلاً، والباطل حقا..”.

إننا ضحايا كبعضهم للعبة  خداع كبرى وقودها الضعفاء أمثالنا.. والمخدوعين أمثالهم..، بفارق أن ضحايانا أحياء أموات، وضحاياهم أموات أحياء..، فهم “يصرخون” كل يوم “أن أخرجونا من هذا الجحيم”..، ونهرب نحن إلى جحيمهم موهومين بأنه الجنة.. وعند “السترات الصفراء الخبر اليقين” لو كنتم تعلمون.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى