كتاب الرائ

خسائر فرنسية!

▪باختصار

عصام فطيس

لم تكن يوما الاساءة الى الرموز الدينية من القيم الانسانية او دليلا على التحضر والحرية التي يتشدق بها الغرب والذي يتعامل بازدواجية للمعايير في التعاطي مع كل ما يخص الاسلام والمسلمين ، ولاحظنا جميعا في العقدين الاخيرين تنامي مشاعر الكراهية والعداوة للدين الاسلامي وبروز ظاهرة (الاسلاموفوبيا) في العالم الغربي ، وسعي وسائل الاعلام لتضخيم هذه الظاهرة  وتحويلها لفزاعة ، وخاصة عندما ترتكب بعض الاعمال الارهابية او الاجرامية  في هذه الدول ، و لجوء وسائل الإعلام الى التعميم ، و وسم الدين الاسلامي بالإرهاب ، مع ان المنطق والعقل  يقولان انه لا يمكن وسم ديانة بانها تحرض على الارهاب والعنف لمجرد ان متدين ارتكب فعلا متطرفا .

في الآونة الاخيرة بدا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حملة استهدفت التضييق على المسلمين في فرنسا، وهي الحملة التي جاءت في إطار تقنين اوضاع بعض المساجد والجمعيات الخيرية غير المرخص لها بالعمل اضافة الي الأثيمة، ولم يحتج احدا على هذه الاجراءات القانونية التي اتخذتها السلطات الفرنسية بالتضييق على المتطرفين او ترحيلهم من الاراضي الفرنسية، او قفل المساجد والجمعيات الخيرية غير المرخصة لان ذلك شان فرنسي داخلي.

الرئيس الفرنسي كشف عن وجهه العنصري القبيح المعادي للإسلام بعد ان استغل حادثة قيام أحد المتطرفين بقتل مدرس فرنسي ليجاهر بعدايه للإسلام من خلال إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم، الامر الذي اثار ردود فعل في العالم الاسلامي مناوئة لهذا الفعل، وهنا نتساءل ما الذي سيكسبه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بسياساته الرعناء وأساءته للإسلام وللنبي محمد صلي الله عليه وسلم؟ هل يسعي لتحقيق مكاسب داخلية على حساب الاساءة للإسلام والمسلمين؟

إن كان يسعي لذلك فليبحث عن وسيلة اخري غير الاساءة للنبي محمد صلي الله عليه وسلم، لان الامر  مرفوض رفضا تاما ، يتفق في هذا المسلم المتدين و غير المتدين ، فرنسا بهذا الموقف المسيء لن تكسب شئيا،  بل ستخسر  الكثير سواء في الداخل  او في الخارج ، وهي لم تستفد من درس مقاطعة العالم الاسلامي للدانمارك بعد نشر الرسوم المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم .

خسائر فرنسا ستكون كبيرة سواء معنويا او ماديا، فهي باستعدائها لأكثر من مليار مسلم في مختلف دول العالم، ستخسر ماديا الكثير بلغة الارقام التي يفهمها الغرب أكثر من غيرها، خاصة بعد انطلاق حملة شعبية في معظم الدول الاسلامية لمقاطعة منتجاتها ولجوء كبريات الشركات والاسواق لسحب البضائع والمنتجات الفرنسية من العرض وإيقاف التعاقد على منتجات جديدة، وهي مقاطعة ستكبد الاقتصاد الفرنسي خسائر بالمليارات وهو الذي لازال يعاني من توابع جائحة كورونا.

المقاطعة سلاح فعال وستخسر فرنسا الكثير وهذا اقل واجب على كل مسلم، يقول الله عز وجل في كتابه الكريم (“إنا كفيناك المستهزئين الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون”صدق الله العظيم”) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى