الرياضة

حين ينجح الولد في ما عجز عنه الوالد الأسطورة

تيموتي وياه في كأس العالم 2022..

رغم مكانته بين أفضل المهاجمين في تاريخ اللعبة، فقد عجز الليبيري جورج وياه -نجم ميلان الإيطالي سابقًا، والمتوّج بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم عام 1995- عن المشاركة في كأس العالم مع منتخب بلاده ليبيريا، لكن اسمه سيكون من بين الحاضرين في مونديال قطر 2022 من خلال الابن تيموتي الذي يدافع عن ألوان منتخب الولايات المتحدة، وليس بلده الأم ليبيريا، ولا بلد المنشأ فرنسا كذلك.

ويعدّ تيموتي -البالغ من العمر 22 عامًا- من بين المواهب الواعدة في تشكيلة المنتخب الأميركي، الطامح الى تحقيق مفاجأة في المجموعة الثانية التي تجمعه بمنتخبات إنجلترا، وويلز، وإيران.

حلم يتحقق

قبل 12 عامًا، كان تيموتي وياه في العاشرة من عمره حين أحضره والده -جورج وياه النجم السابق لأندية موناكو وباريس سان جيرمان وميلان، والذي يتولى رئاسة ليبيريا حاليًا- ضيفًا إلى نهائي مونديال 2010، ليشاهد -آنذاك- أندريس إنييستا، وهو يمنح إسبانيا لقبها العالمي الأول على حساب هولندا بهدف حاسم في الوقت الإضافي.

وتطرّق وياه الابن إلى تلك الحادثة، في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية من معسكر المنتخب الأميركي في الدوحة، قائلًا “مجرد مشاهدة ذلك (النهائي)، ومشاهدة جميع اللاعبين المفضلين لديّ على أرض الملعب، كأنه الحلم الذي تحوّل إلى حقيقة”.

وتابع نجم ليل الفرنسي “أن أكون في المونديال الآن، فهذا أمر جنوني سريالي إلى حد ما، وأعتقد أنه عندما أكون في الموقع الذي أنا عليه الآن، فلا يمكن أن أقدّر كم أنا محظوظ، كانت مسابقة كأس العالم هدفًا نعمل عليه منذ فترة طويلة، الآن هو شعور رائع، لم أستوعب الأمر حتى الآن”.

وقال وياه الابن “أراد والدي الحصول على فرصة المشاركة في كأس العالم بألوان بلده، لكنه لم يحقّق هذه الرغبة، والآن هو يعيش تجربة المشاركة على الأقل من خلال رؤيتي أخوض المونديال”.

وتابع “العالم بأجمعه يعرف مكانة إنجلترا، أنا أقدّر قيمة اللاعبين الذين تملكهم، والتاريخ الذي تملكه، إنه بالتأكيد أمر مهم عندما تسجّل ضد فريق في حجم منتخب إنجلترا، وأطمح في كأس العالم -بالطبع- لتسجيل الأهداف ضدّ أي منافس كان”.

وأضاف وياه -الذي قرّر الدفاع عن ألوان الولايات المتحدة رغم عروض قُدّمت إليه من بلده الأصلي ليبيريا وبلد والدته جامايكا وحتى فرنسا- “على المستوى الفردي، لدينا جميعًا تجاربنا الخاصة، أشعر أنه عندما نجتمع فإننا نقدّم أرفع مستويانتا من النضج، على الرغم من أننا شبان، فإننا نشكّل مجموعة بها لاعبون يدركون ما يريدون، كلنا متعطّشون لتقديم كأس عالم مميزة”.

أسطورة وياه: إرث ثقيل

وُلد تيموتي وياه في 22 فبراير/شباط 2000 في مدينة نيويورك الأميركية، لأم تحمل الجنسية الجامايكية والأميركية، وبدأ مسيرته في كرة القدم في نادي نيويورك قبل انتقاله إلى شبان باريس سان جيرمان الفرنسي، إلى أن صعد إلى الفريق الأول، وبدأ مسيرته الاحترافية في 2018.

وانتقل تيموتي وياه إلى نادي سلتيك الأسكتلندي في 2019، ومنه في العام نفسه إلى نادي ليل الفرنسي، الذي يدافع عن ألوانه حتى الآن.

وسيكون وياه الابن أمام تحدٍّ خاص لنحت مسيرة كروية، مثل تلك التي خاضها والده، النجم الشهير ورجل السياسة الحالي الذي يرأس ليبيريا منذ العام 2018.

ويعدّ وياه من أشهر لاعبي كرة القدم في أفريقيا والعالم، إذ فاز في 1995 بالكرة الذهبية التي تمنحها مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية لأفضل لاعب في العالم، وكان بذلك أول لاعب غير أوروبي يتوّج بالجائزة.

وبدأ وياه الأب مسيرته الكروية في بلاده ليبيريا مع نادي “بارول” في العام 1985، ثم انتقل لنادي تونير ياوندي الكاميروني، ومنه إلى موناكو الفرنسي، ثم باريس سان جيرمان.

وعرف وياه أوج تألّقه مع أي سي ميلان الإيطالي، حيث قاده لإحراز لقب الدوري الإيطالي مرتين في 1996 و1999، كما حمل ألوان مانشستر سيتي، وتشلسي، وأولمبيك مارسيليا قبل أن يُنهي مسيرته الكروية في 2003 بقميص نادي الجزيرة الإماراتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى