كتاب الرائ

ثغر ليبيا الباسم

بقلم / خليفة الريقعي

ثغر ليبيا الباسم

بقلم / خليفة الريقعي

لا ريب أن ذروة المعاناة التى يدفعها الشعب الليبي أكثر من العنف وتحسين العامة على حساب القلة القليلة الفاسدة ، هي عمليات التخريب لمحطاة مياه جهاز النهر الصناعي وسرقة تقابله ومحولاته الكهربائية فالعداء للنهر الصناعي لا يدل إلا على عقلية موغلة في التخلف والأنانية  وهي خيانة وعربدة وتواطؤ قانوني سياسي حاقد .

لا أريد المضيء في سرد جميع المآسي التي يعانيها هذا الصرح الاسترتيجي الحضاري ، وأن كل ما يعنينا هو أن المخربين لهذا النهر وا أقترفوه في حق تعتبر أعمالاً معادية لمصالحة كل الليبيين فالنهر مشعلاً مضيئاً وثغر ليبيا الباسم ، جمع الاشتات والمتناقضات في وحدة ديناميه خلقت رؤية مثالية للإنسان الليبي ، ومن المؤسف أن نعيش ونشهد حقبة يعيش فيها هذا الانجاز إحرج مراحلة من تحزيق وتير في مناخ دالاً على ولادة العقد ومركبات النقص وإزهاق لروح نهضة ليبيا التى طالما تمنيت بشعور الدعه والاستقرار

لقد كثر الفقد من قبل القلة الحاقدة للدور الذي يلعبه النهر الصناعي ويتناسون أن هذا الانجاز يمثل التصرف العقلاني الرشيد الأمثل في توجيه مواد المياه الغذية المتاحة لتحقيق أكبر قدر من الأشباع وتحقيق الأكتفاء لكل المدن والقرى الليبية دون استثناء وبذلك ساهم هذا النهر في تنشيط مكونات الاستقرار وحقق التوازن بين قوى العرض والطلب ليلاه الشرب الصحية .

فهو ، ومن الوهلة الأولى ، مشروع ذو طابع استراتيجي ، خدمي تنموى طويل المدى ، حقق كل أهدافه التى أنشىء من أجلها وحقق الانتفاع والاكتفاء المائي المطلوب والذي لا غنى عنه لكل الليبيين ةفي مقدمتهم سكان المدن الكبرى مثل طرابلس وبنغازي ومدن وقرى أخرى . فلولى مياه النهر الغديه الاصبح بقاْ هذه المدن والقرى والعيش فيها وهماً

تخريب هذا الأنجاز الليبي أمراً يصعب على كل ضمير حي تصوره . كل مضامين هذا التخريب تدل على انقطاعه بحيث لايجرؤ احد على التحدث أو الكتابة عنه في اسهاب وإكمال دون الشروع في البكاء . هذا التخريب يجسد الرؤية المزعجة التى من شائها توقظ كل وطني في موهن الليل ليكتب بحروف من الغضب

هذا المشروع منبثق من جهد واجتهادات الشعب الليبي وليس في ميسور أحد أن يخطيء في حق  انجازات هذا الشعب مهما بلغ من القوة والوحشية أو الخساسة . فهو انجاز ليبي خليق أن نرفع له آيات احترامنا واعجابنا ونفتخر به مطلين الوقوف على بعض بعض تفاصيل معجزاته .. مثلما افتخرنا بانجازات عديدة أخرى . تلك الانجازات وفي مقدمتها الجلاء والنهر الصناعي ثانت ومازالت تجسد حقبه برمتها من المجد .. رغم أنها انقضت وتصرمت كل مدلولاً وقيمها وثمارها إلا أنها مازالت ، وستبقى وكأنها زغاريد صادرة وراء القبور ذكرى إثر ذكرى غثر ذكرى .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى