كتاب الرائ

أسئلة المستحيل الممكنة

متون وهوامش 

أسئلة المستحيل الممكنة

الهادي الورفلي

هل يكفي ” التفكير ” فقط في إطار الممكن ؟ أم يمكن أن ” نفكر ” حتى خارج هذا الإطار ؟ .. ماذا لو حاولنا أن نطرح أسئلتنا في إطار المستحيل ؟ هل يمكن لهذه الأسئلة أن تنجب أفكاراً مفيدة ؟ .. هل تسكن في باطن هذه الأسئلة ما يمكن وضعه كمقدمات لبداية اكتشاف جديد من رحم  هذا ” المستحيل ” .

كثيرة هي ” الأفكار ” المستحيلة التي عدت في حين ظهورها ” ضرباً من الجنون وأعتبر أصحابها ” مجانين ” لا لشيء إلا لمحولتهم التفكير ” خارج المألوف والممكن ولمجرد أنهم اقتحموا ” المستحيل علهم يجدون فيه ” ممكنا ” يفيد البشرية ، ويمنح الحياة وجهاً آخر أكثر إشراقاً ..

التفكير في إطار الممكن أمر يسير .. ، وحتى وإن طرح التفكير في هذا الإطار أسئلته الصعبة فإن  أجوبتها موجودة ضمن هذا الإطار .. وتحتاج فقط للبحث عنها ، والسعي نحو اكتشافها .

لم يكن كل الذين طرحوا أسئلة المستحيل مجانين ، ولم يكن كل الذين ذهبوا إلي ما وراء الممكن أغبياء .إنما هو العقل الذي وهبه الله للإنسان ليكون مصدر قوته وأداته في عمار الأرض ” كما أمره الله .. تلك هي الحكمة الأولى التي تجر في إثرها الحكم التي تنفع الناس .. ” وما ينفع الناس فيمكث في الأرض ” .

عديدة هي الفرضيات التي كانت مستحيلة فأصبحت ” ممكنة ” .. ألم يكن مستحيلاً أن ” يطير ” الإنسان يوم حاول ” أبن فرناس ” أن ” يطير” فطار .. وسقط .. فاستشهد ، لكنه أحال المستحيل ممكناً .. وها نحن اليوم نطير لآلاف الأميال .. وعلى أرتفاعت شاهقة ألم يكن مستحيلاً أن ينتقل الصوت ، وحتى الصورة في نفس اللحظة والآلاف الاميال .. فصار الناس يتحادثون ويشاهدون بعضهم في نفس الوقت عبر تقنيات الأقمار الصناعية المتعددة الأغراض . من قنوات ” التلفزيون ” إلي الهواتف المنقولة وتطبيقات ” السكايب ” الملحقة بها وغيرها هذا أصبح ما كان حتى وقت قريب مستحيلاً أمراً ممكنا بل وضرورياً في حياتنا ، وصار مخترعوه ” عباقرة ” بعد أن كانوا وحتى وقت قريب أيضاً مجانين .

إن الفكرة المستحيلة لا تموت ، وإن عبقرية ما ذات زمن ما ستصنع منها ممكناً .. كما صنع ” مجانين ” الفضاء من حلم غزو الكواكب الأخرى ممكناً بصعود الإنسان إلي القمر .. ونزوله فوق أرضه بعد أن ” أجابوا عن سؤال ” نيوتن” لماذا سقطت التفاحة إلي الأرض .. ولم تصعد إلى الأعلى ؟!

سؤال المستحيل هذا فتح الطريق نحو الصعود إلى الأعلى .. حيث سعدت الطائرات .. والمناطيد .. وصعد ” المكوك ” نحو القضاء .. وطار الإنسان نحو القمر .. ونحو بقية الكواكب الأخرى .. إذن صار المستحيل آفاقاً جديدة تنعم البشرية اليوم باكتشافاتها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى