تحقيقات ولقاءات

استطلاع: الإيجارات المرتفعة حصيلة حرب دائرة سمسرة مستغلة

نجاح مصدق

استطلاع

الإيجارات المرتفعة حصيلة حرب دائرة سمسرة مستغلة

نجاح مصدق

لايخفى على أحد اندلاع الحرب شهر 4 من هذا العام اضطر عدد كبير من الأسر والعائلات إلى النزوح وترك مساكنهم مكرهين عين تبكي وعين تتفقد مسار الطريق محملين بوجع غير محدد لأجل و رؤية ضبابية لمستقبل أيامهم القادمة التى تسببها النزوح وصعوبة تآمين حاجيات الحياة بشكل طبيعي كما كان عليه الحال في السابق ووسط هذا الوضع المربك للأسرة النازحة أصبح البحث عن مأوى مطلباً ضرورياً وحاجة ماسة للملمة حواشي حياة كانت يوماً من الأيام أمنة مطمئنة فهناك من لا خيار له إلا المضي مع من نزحوا في لمدارس وفي مراكز ايواء النازحين وبقية حاولت بما لديها من مدخرات تآمين مسكن لهذه الأيام الصعبة وهنا كانت الفاجعة الأكثر سوءاً عندما صدمت أسعار أجور المساكن الاسر النازحةبارتفاعها الفاحش والمتسارع بشكل غير منضبط ولا منطقي فالسيد زهير بريون / من سكان عين زارة يقول

“سماسرة مستغلون “

اضطررت عند خروجي من مسكني بسبب الحرب البحث عن مكان آوي فيه أسرتي فصدمت بأسعار الإيجارات حيث طلب مني إيجار 1500 دينار لشقة في الدور الثالث بسوق الجمعة بها حجرتيان في حين كانت ب700 دينار فقط زد على ذلك دفع 4 اشهر مقدماً سلفاً وهذا أمر جد صعب أن استطعته لمدة اشهر لا اعتقد أنني أستطيع إكماله حتى انتهاء الأزمة
( غياب الدور الحكومي  )

أغلب النازحين يشتكون من غياب دور الحكومة ازاء مأساتهم الإنسانية وعدم وجود أي جهد من الحكومة والمسؤولين فالنازح محمد عطية / من الخلة يقول استأجرت مسكناً غير متكمل بإيجار 800 دينار شهرياً مع دفع شهرين مقدم ولم نجد من ينتقذنا أو يسأل عن حالنا .

( طول الحرب ضاعف طمع المستغلين )

يحكي أحد النازحين أنه وجد سماسرة للعقارات عرضوا عليه ايجار بسعر يومي من 30-إلى 50 ديناراً بشكل يخلو من الإنسانية والرحمة .

أما السيدة سعاد المجبرى من سكان الكحيلي / تقول بأنها أجبرت على تأجير سكن متنقل بسعر 1000 دينار هي وعائلتها بعد خروجها من منزلها وقالت هذا الأمر بشع يدفعني للتفكير إذا ما طالت الحرب كيف سنؤمن سعر هذا السكن وكيف سنعيش .

” إحباط نفسي “

أما السيد عادل العالم من سكان وادي الربيع / يقول عند نزوحي اقمت عند أخي لمدة 15 يوماً ثم وجدت شقة إيجار في طريق المطار الدور الخامس ب 1800 دينار شهرياً قبلت العرض ولكن مع شح السيولة وزيادة المصاريف ولامدارس والاولاد أشعر با حباط نفسي كبير واكتئاب قاتل فلولا اولادي لما استطعت حتى الخروج من المنزل الناس أنانيتهم وأطماعهم زادت بدلاً من أن تتضامن معنا وتخفف زادنا المستغلين والسماسرة على ما نحن به

(عدم استقرار أمني )

أحد المهتمين بشؤون العقارات أكد بأن أرتفاع أسعار الإيجارات يعود لزيادة أعداد

النازحين وعدم الاستقرار الأمني والسياسى الذي تعيشه البلاد وتوقف أعمال البناء التي كانت قائمة في السابق والمشاريع السكنية التي جمدت زاد من ظهور مستغلين لهذه الظروف مجتمعة بالغوا بنسبة 100% في رفع أجور المساكن على المستأجرين

” شروط تعسفية “

رغم الوضع النفسي والإنساني السيئ إلا أن هناك مؤجرين عندما يعرضون منازلهم للإيجار يضعون شروطاً على المستأجرين قاسية و تعسفية السيد رضى الزيادي / عين زارة يقول وجدت سكناً فرض علي صاحبه دفع 6 أشهر مقدماً بعد إقناعه عن دفع سنة مقدماُ علماً بأن سعر السكن 1200 دينار شهرياً إضافة إلي الزامي بعد قبول ضيوف أو استخدم المكيف أو إحداث ضجة من الأولاد لنا الله في غياب الحكومة وهذا ما وصلنا له .

(خيار قائم . العودة أو البقاء )

بعض النازحين أخبرونا بأنهم يفكرون جدياً في العودة إلى مساكنهم حتى الموت هناك من لم يخرج أساساً مفضلاً العيش تحت  لهيب النار والحرب على أن يدفع ما لا يستطيع تأمينه

(وجوه أكثر وحشية للسماسرة )

يقول السيد زكريا الميلادي / نازح من عين زارة أنه ظل في مركز النازحين عين زارة وقد فكر في البحث الذي تعسر عن سكن للإيجار أخبره أحد النازحين بأن أحد أقاربه ترك مسكنه ليقيم مع أهله ويؤجر السكن الخاص به بقيمة 1000دينار علماً بأن السكن عبارة عن استديو فوق سكن الأهل مما حدثني دفعني للعدول عن فكرة البحث عن إيجار .

وتظل أزمة غلاء الإيجارات تفرض نفسها مادامت الحرب قائمة وجيوب السماسرة لا تمتليء والمواطن المنهلك بالتخلي من الجهات الحكومية فريسة لكل ذلك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى