كتاب الرائ

بصريح‭ ‬العبارة – من‭ ‬الرابح‭ ‬ومن‭ ‬الخاسر‭ ‬؟ –

عامر‭ ‬جمعة‭ -

بصريح‭ ‬العبارة

■‭ ‬عامر‭ ‬جمعة‭ ‬

من‭ ‬الرابح‭ ‬ومن‭ ‬الخاسر‭ ‬؟

مرت‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬على‭ ‬الحرب‭ ‬الضروس‭ ‬الدائرة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬بنفس‭ ‬الصورة‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬بها‭ ‬إلاّ‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬مؤشرات‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬ستنتهي‭ ‬عن‭ ‬قريب‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬لم‭ ‬تحقق‭ ‬أي‭ ‬جديد‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ضمن‭ ‬الأقطار‭ ‬الغنية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بما‭ ‬يجعل‭ ‬الصراع‭ ‬فيه‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭ .‬

لقد‭ ‬بدأ‭ ‬الأمر‭ ‬وكأنه‭ ‬ثورة‭ ‬بهدف‭ ‬إسقاط‭ ‬نظام‭ ‬ظل‭ ‬يسيطر‭ ‬طويلاً‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬البلاد‭ ‬العربية‭ ‬ودول‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالعالم‭ ‬الثالث‭ ‬عموماً‭ ‬لكن‭ ‬شيئاً‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬فلا‭ ‬النظام‭ ‬سقط‭ ‬ولا‭ ‬الحرب‭ ‬انتهت‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬عدد‭ ‬المتحاربين‭ ‬ازداد‭ ‬من‭ ‬داعش‭ ‬إلى‭ ‬جبهات‭ ‬عديدة‭ ‬وفيالق‭ ‬وجنود‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬لها‭ ‬مصالحها‭ ‬الخاصة‭ ‬ومحاربين‭ ‬جاءوا‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬بقاع‭ ‬العالم‭ ‬ولا‭ ‬أظن‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬قد‭ ‬حقق‭ ‬شيئاً‭ ‬من‭ ‬أمانيه‭ ‬وتطلعاته‭ ‬فالدمار‭ ‬الهائل‭ ‬لحق‭ ‬كل‭ ‬المدن‭ ‬والقرى‭ ‬وتشرد‭ ‬الملايين‭ ‬ومات‭ ‬مثل‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأعمار‭ ‬والذين‭ ‬ليس‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬لاناقة‭ ‬ولاجمل‭ ‬وسيكون‭ ‬من‭ ‬العسير‭ ‬جداً‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬إعادة‭ ‬إعمار‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬إلاَ‭ ‬بعد‭ ‬عقود‭ ‬كما‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬العسير‭ ‬كذلك‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬سياسي‭ ‬وفقاً‭ ‬لتداعيات‭ ‬الحرب‭ ‬ولأطماع‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬قريبة‭ ‬وبعيدة‭ ‬عن‭ ‬المنطقة‭ ‬الساخنة‭ .‬

والخلاصة‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬نظام‭ ‬سيلبي‭ ‬رغبات‭ ‬كل‭ ‬السوريين‭ ‬فالأنظمة‭ ‬السياسية‭ ‬جميعاً‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬لا‭ ‬يهمها‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬إلاّ‭ ‬استمرارها‭ ‬في‭ ‬السلطة‭ ‬يمينية‭ ‬أو‭ ‬يسارية‭ ‬كما‭ ‬يقولون‭ ‬ولذلك‭ ‬فهي‭ ‬تحارب‭ ‬بعضها‭ ‬بعضاً‭ ‬وستظل‭ ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إسقاط‭ ‬الآخر‭ ‬وتولي‭ ‬السلطة‭ ‬وستظل‭ ‬الانقسامات‭ ‬المؤيدة‭ ‬والمعارضة‭ ‬موجودة‭ ‬،‭ ‬وبعض‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬أعلنت‭ ‬عن‭ ‬خروجها‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬ولم‭ ‬تُسقِط‭ ‬النظام‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬قالت‭ ‬إنها‭ ‬دخلت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ذلك‭ ‬وكذلك‭ ‬حال‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬،‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬الرابح‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬بل‭ ‬الاستعمار‭ ‬الذي‭ ‬شغّل‭ ‬مصانعه‭ ‬وباع‭ ‬أسلحته‭ ‬وقد‭ ‬يتولى‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬بمقابل‭ ‬كبير‭ ‬وسيتأخر‭ ‬العرب‭ ‬المنشغلون‭ ‬بالحروب‭ ‬والصراعات‭ ‬دون‭ ‬قضاياهم‭ ‬المصيرية‭ ‬وسيزداد‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬قوة‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬الأمور‭ ‬تسير‭ ‬وفق‭ ‬مايريدون‭ ! ‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى