تكنولوجيا

300 مليون وظيفة مهددة بسبب الذكاء الاصطناعي والأتمتة.. إليك أبرزها

يترقب مئات الملايين من الموظفين في العالم ماذا سيفعل بهم الذكاء الاصطناعي خلال السنوات المقبلة مع انتشاره “المرعب” وسط مخاوف متزايدة بأنه رغم فوائده سيكون سبباً مباشراً أو غير مباشراً في حرمان الكثير من وظائفهم حول العالم.

وتشير أحدث الأرقام في الربع الأول من عام 2023 إلى أن القطاع التكنولوجي خفّض عدد الوظائف أكثر بـ5% مما فعل خلال 2022 كاملة، حسب موقع الحرة نقلاً عن تقرير لشبكة “سي إن بي سي”.

وتقول مؤسسة “غولدمان ساكس” في تقرير حديث لها إن هناك 300 مليون وظيفة على مستوى العالم ستتأثر بالذكاء الاصطناعي والتشغيل الآلي، لتؤكد “سي إن بي سي” في تقريرها على أن الذكاء الاصطناعي جاء ليزيد مخاوف العاملين من التسريح في قطاع التكنولوجيا، فالتقنيات التي تستخدم هذا الذكاء في طريقها إلى سوق العمل.

ستشغل الأتمتة (Automation) التي تُطلق على كل شيء يعمل ذاتياً دون تدخل الإنسان، أكثر من 11 مليون وظيفة في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها في العقد المقبل، بحسب تقرير أصدرته شركة “فورستر” (Forrester) في أبريل 2022، أشار إلى أنه إذا كانت هذه الأخبار سيئة فإن الأخبار الجيدة هي أن الأتمتة ستخلق في الوقت نفسه 9.63 ملايين وظيفة جديدة، وعلى هذا الأساس فستكون الخسارة الصافية للوظائف 1.42 مليون وظيفة، وفق تقرير بموقع الجزيرة نت.

أما في العالم، وحسب تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي نُشر قبل عام، سيرتفع معدل الاعتماد على الآلات في جميع أنواع الوظائف إلى 52% بحلول عام 2025، وستقضي الأتمتة والروبوتات والذكاء الاصطناعي على 85 مليون وظيفة على مستوى العالم في الفترة نفسها.

أسطورة الذكاء الاصطناعي وتشات جي بي تي

رغم الجدل والخوف المتزايد بشأن التأثيرات السلبية للذكاء الاصطناعي و”تشات جي بي تي” إلا أن بعض الخبراء يرون أن هذه الأدوات ستساعد الأشخاص والشركات على العمل بكفاءة أكبر، ولا داع لمخاوف الموظفين.

حقيقة الـ300 مليون وظيفة:

أما عن الـ300 مليون وظيفة في تقرير “غولدمان ساكس”، فهل سيغير شاغلوها وظائفهم أم سيفقدونها؟ تنقل “سي إن بي سي”، في تقريرها، عن خبراء أن في كثير من الحالات سيغير الشخص وظيفته في القطاع بدلاً من خسارة عمله، لذلك على العاملين التكيف فوراً مع هذه البرامج.

قسم الإبداع

حسب التقرير فإن المبدعين في صناعة التكنولوجيا مثل المصممين ومنشئي ألعاب الفيديو والمصورين، هم من بين أولئك الذين من المحتمل ألا يتم القضاء على وظائفهم تماماً، ولكن سيساعد الذكاء الاصطناعي هؤلاء على القيام بالمزيد من العمل وإتمام وظائفهم بشكل أسرع، لذلك عليهم التكيف مع مهارات الذكاء الاصطناعي والتفاعل معه، وتبنيه في عملهم.

المبرمجون والمهندسون

يشعر العديد من مطوري البرامج والمهندسين بالقلق حيال استمرار وظائفهم، مما يجعل البعض منهم يبحث عن مهارات جديدة ويتعلم كيفية تطوير الذكاء الاصطناعي وإضافة هذه المهارات إلى السيرة الذاتية الخاصة بهم.

ورغم قول الخبراء إن هذه الوظائف ستبقى موجودة، لكن من المحتمل أن تتضاءل مهامها ومسؤولياتها بسبب “تشات جي بي تي” والذكاء الاصطناعي.

فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤثر على نطاق أوسع على مهندسي البرمجيات، خصوصاً بالنسبة إلى تطوير الكود وعمليات الصيانة الخاصة به وإجراء التحديثات في تطوير البرمجيات.

وفي حين يتكيف شاغلو أدوار التطوير والهندسة بسرعة مع هذه الأدوات في مكان العمل، تنقل “سي إن بي سي” عن خبراء أنه من المستحيل أن تحل هذه الأدوات محل البشر بشكل كامل.

أصحاب المهارات المعرفية

ستؤثر أدوات الذكاء الاصطناعي على الأشخاص الذين يرتكزون في عملهم على المعلومات والبيانات، حسب تقرير “سي إن بي سي”.

فتتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي القدرة على إنشاء المسودات الأولى بسرعة كبيرة لأشياء مختلفة مثل الكتابة، أو إنشاء رموز الكمبيوتر، أو إنشاء الصور، والفيديو، والموسيقى.

لذلك، يخلص التقرير إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تزيد الإنتاجية بشكل كبير، والعالم بحاجة إلى مزيد من التطوير والابتكار والبرامج.

وفي نهاية شهر مارس، دعا الملياردير الأمريكي إيلون ماسك ومجموعة من خبراء الذكاء الاصطناعي ومديرون تنفيذيون في رسالة مفتوحة إلى التوقف لمدة ستة أشهر عن تطوير أنظمة أقوى من روبوت الدردشة شات جي.بي.تي-4 الذي أطلقته شركة أوبن إيه.آي في الآونة الأخيرة، مشيرين إلى المخاطر المحتملة لمثل هذه التطبيقات على المجتمع.

وفي وقت سابق من مارس، كشفت شركة أوبن إيه.آي المدعومة من مايكروسوفت النقاب عن الإصدار الرابع من برنامج الذكاء الاصطناعي شات جي.بي.تي الذي حاز على إعجاب المستخدمين عبر إشراكهم في محادثة شبيهة بالمحادثات البشرية ومساعدتهم على تأليف الأغاني وتلخيص الوثائق الطويلة، حسب رويترز.

وقالت الرسالة الصادرة عن معهد فيوتشر أوف لايف “يجب تطوير أنظمة الذكاء الصناعي القوية فقط عندما نكون واثقين من أن آثارها ستكون إيجابية وأن مخاطرها ستكون تحت السيطرة”.

وقال سجل الشفافية في الاتحاد الأوروبي إن الممولين الرئيسيين لهذه المنظمة غير الربحية هم مؤسسة ماسك ومجموعة فاوندرز بليدج ومقرها لندن ومؤسسة سيليكون فالي كوميونيتي.

وقال ماسك في وقت سابق من مارس “الذكاء الاصطناعي يوترني بشدة”. وماسك من مؤسسي شركة أوبن إيه.آي الرائدة وتستخدم شركته تسلا للسيارات الذكاء الاصطناعي في أنظمة القيادة الذاتية.

ولم يكن سام ألتمان وساندر بيتشاي وساتيا ناديلا، الرؤساء التنفيذيون لشركات أوبن إيه.آي وألفابت ومايكروسوفت، من بين الموقعين على الرسالة.

وتأتي هذه المخاوف في وقت جذب فيه روبوت الدردشة شات جي.بي.تي انتباه المشرعين الأمريكيين الذين تساءلوا عن تأثيره على الأمن القومي والتعليم، حسب رويترز.

جدل سيستمر سنوات

“هل يمكن للآلة أن تصبح أذكى من الإنسان؟” سؤال طرحه جان غابريال غاناسيا أستاذ المعلوماتية بجامعة السوربون وعضو بالمفوضية الأوروبية للذكاء الاصطناعي، مجيباً: لا، هذه أسطورة مستوحاة من الخيال العلمي، مؤكداً في مقال له بموقع اليونسكو أن الآلة تجاوزت قدراتنا المعرفية في معظم الميادين، مما يجعل البعض يخشى مخاطرها من الناحية الأخلاقية.

ويضيف: تتمثل هذه المخاطر في 3 أنواع: ندرة فرص الشغل باعتبار أن الآلة ستعوض الإنسان لتأدية العديد من المهام، والانعكاسات على استقلالية الفرد وخاصةً على حريته وأمنه، وتجاوز البشرية التي قد تزول  لتحل محلها آلات تفوقها «ذكاء».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى