كتاب الرائ

نقطة على السطر – ظاهرة التسول –

عبدالحكيم القيادي -

نقطة على السطر – ظاهرة التسول

عبدالحكيم القيادي

تُعد ظاهرة التسول من الظواهر العالمية لا تختص بوطنٍ بعينه  بل هي مُنتشرة في كل بلدان العالم الفقيرة والغنية منها ويُعرف التسول بأنه طلب الإنسانِ المال من الأشخاص في الطرق العامة  عبر استخدام عدة وسائل لاستثارة شفقة الناس ويُعد من أبرز الأمراض الاجتماعية المُنتشرة حول العالم فهي ظاهرة مسيئة للوطن وللدين ، قد تكون نتيجة للحالة الاقتصادية السيئة في الكثير من المجتمعات فالبطالة المتفشية فيها من أحد صورها مما يدفع هذه الفئة للبحث عن طرق للحصول على المال لسد حاجاتهم فمنهم من يلجأ للتسول كمهنة وحرفة يسترزق منها لما فيها من ربح سريع وكبير ، سوء التربية وسوء التنشئة الناتج عنهما والانحلال والتفكك الأُسَري والطلاق وعدم الرقابة الكافية من الأهل للأبناء قد تدفعهم للجوء إلى التسول ، جميعها تصنف من اسباب تفشي ظاهرة التسول في المجتمعات وخصوصاً من فئة الأطفال والنساء ، خاصة الأطفال الذين يعانون من خلل أو إعاقة معينة فيتم استئجارهم واستخدامهم كوسيلة للتسول مع دفع مقابلٍ لأسرهم كما يقومون بعمل عاهات مُصطنعة للأطفال غالباً ما تكون باستخدام أطراف صناعية مشوّهة ويرتادون  أماكن يرتادها الناس بكثرة كالمساجد والأسواق لكسب عواطف الرّحمة والعطف لديهم ، وهنا نأتي إلى غياب الوازع الديني وهو الاهم بين الفئات التي تلجأ إلى التسول إذ أنهم ليسوا مستعدين للبحث عن بدائل للعمل الحلال أو مصادر للرزق غير التسول فهي باب يدّر على ممتهنها المال الكثير ، وقد حثت مبادئ العقيدة الإسلامية على العمل بروح التكافل الاجتماعي بين الأفراد والجماعات من خلال رعاية الفئات المحتاجة من اليتامى والمرضى والعاجزين والسائلين وغيرهم ،  فالزكاة والصداقات لهما دوراً كبيراً وإيجابياً فاعلاً في تعميق تلك القيم وإحيائها بين الناس بشكل كبير نلاحظ أنهم مؤسسة منظمة في عملية النصب فهي تنتشر بشكل كبير في مجتمعنا وإذا تهاونت الحكومة في التعامل مع هذه الشريحة فقد يتفاقم الامر ليصبح كارتياً ، أن الدّول تضع الكثير من الخُطط لمُجابهة آفة التسّول ومنع انتشارها كونها سبب في تَزايد الجريمة في المُجتمع ممّا يتطلّب وجود وسائل علاجٍ وقوانين رادعة فمن خلال خطب المساجد وأئمته وعلماء الدين يمكن القضاء على ظاهرة التسول بوصفها أحد الظواهر الاجتماعية السلبية وإجراء دّراسات اجتماعية للكشف عن الأسباب الحقيقية للمشكلة وأسباب انتشارها وتوعية المُجتمع بالمُشكلة وآثارها من خلال نشرِ برامج التّوعية حول التّسول وآثاره ومضاره سواءً عبر وسائل الإعلام أو عن طريق عقدِ ورشٍ توعيّةٍ لأفراد المجتمع لتثقيفهم ليكون المجتمع مُسانداً حقيقاً في عمليّة مكافحة الظّاهرة كذلك ردع ومعاقبة من يقفُ خلفَ هذه المجموعات ويستغلُّها لتحقيق مكاسب شخصية ، تفعيل دور الشّرطة وإشراكهم في عملية القضاء على هذه الظاهرة فنأمل لكل من يشعر بحس وطني وغيرة ولديه المسؤولية سواء بالتوعية من خلال الاستشهاد بنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والتي دعت إلى التعفف أو الكف عن سؤال الناس والبحث عن العمل الحلال ليقتات الإنسان به هو واسرته وأن يقوم بدوره المناط به . والله ولي التوفيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى