كتاب الرائ

قضايا الواقع الليبي –

بقلم / خليفة الريقعي -

قضايا الواقع الليبي

بقلم / خليفة الريقعي

لا نقصد في هذا  المقام تكريس التشاؤم وإنما إحياء للرأي العام الليبي لدفع عجلة التغيير بعد أن يدرك قضاياه والنهج الصحيح الواجب اتباعه . فهدفنا لا يزيد عن التنبيه والتحذير ، المتواضع من الأخطار التي تحوم حوله وحول مستقبله .

أي ليس نعياً عليه وإنما حثه على مراجعة الرؤيا السائدة ليحول الهزيمة إلي نصر والهبوط إلي صعود لأن قضياياه ليست مرهونة بقوه عدوه مقابل ضعفه وهوانة وإنما الذكاء والغباء لا أكثر ولا أقل فعدوه بذكائه ودهائه ارتقى وازدهر وحقق مآربه وكان أكثر صواباً منه وأدق ترجمة للواقع الذي كان يعيش فيه .

عناصر قضايا الواقع الليبي هي انحراف شعبنا عن مساره الديني والسياسي الصحيح بفعل شهوات الحياة ولذائذها فأرداه هذا الإنحراف في الفساد والدمار وأصبح سهل المنال وتسممت أفكاره حتى صار هذا التسمم أشد وقعاً عليه من الاحتلال العسكري فانعكس سلباً على عقيدته ووطنيته فلم يعد يبالي حتى بوحدته القطرية ناهيك عن وحدة أمته العربية ولا يعارض واقع التجزئه القطرية الذي يعيشه ولا حتى التطلع – إلى أبسط رموز التعاون بين شرائحه .

في رأينا وبلا أي تظاهر بالنفاق ، أنه وقع في مثالب وبراثن التبعية بعد أن قام من أبناء جلدته بدور السمسار أو الحليف أو الشريك مع عدوة فأنفتحت الأبواب لاستغلاله وامتصاص خيراته أو حتى من يريد أن يحقق تصوره وارداته وهيمنته عليه وخلق في داخله علاقات وتفاعلات كتم بها أنفاس البقيه منه . ولعله فقد كيانه القومي الثقافي واستبدله بما يزعزع ثوابت شخصيته وطمس طموحاته .

ولكن ، ورغم هذا كله ، فنحن على يقين لا يخالجه أدنى أنواع الشك والحمد لله ، أن تضل الحقيقة ماثلة ودالة على اهتمامات شعبنا لإنقاذ هذا الوطن . اهتمامات أكثر بكثير من اهتمامات حكوماته ، وسوف تتجسد هذه الاهتمامات إلى واقع ملموس بعد أن يستطيع استقراء الصورة الصحيحة لأغوار الأسباب التي آلت به إلى هذا الحال إن شاء الله ، ولو بعد حين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى