كتاب الرائ

من الأخير – أرقام كارثية –

هشام الصيد -

من الأخير

أرقام كارثية

هشام الصيد

أصابني حزن شديد عند سماع نبأ مرض أحد الأصدقاء خلال الأيام الماضية وقرار الأطباء المختصين خضوعه لجلسات الغسيل الكلوي بعد عدة محاولات لتجنبه دخول هذه المرحلة الحرجة، ماجعلني استرجع بالذاكرة لمقال كتبته قبل عامين ونظرا لأهميته أعيد نشره مع بعض التحوير ، وأتمنى أن يكون المسؤولين في وزارة الصحة خلال العامين الماضيين قد اتخذوا خطوات جادة للاهتمام بمرضى الفشل الكلوي بتوفير المشغلات وإعداد الدراسات لمعرفة الأسباب الرئيسة للإصابة بهذا المرض الفتاك فاليكم نص المقال:-

إعلان وزير الصحة السابق الدكتور ” عمر الطاهر” ، تسجيل 4000 مريض فشل كلوي في ليبيا خلال الكلمة التي ألقاها عند أثناء حضوره الاحتفالية التي أقيمت أحياء لليوم العالمي للكلى في مارس عام 2017 ، أو بالأحرى ” 4300 “، مريض ، هذا الرقم اعتبره كإرثي مقارنة بعدد السكان، فهذا الموضوع لايمكن السكوت عليه ويتطلب من الجهات ذات العلاقة إجراء الدراسات والبحوث لمعرفة الأسباب الرئيسة لانتشار هذا المرض من أجل تداركه قبل إن يتفشى أكثر، وتقديم الخدمة الطبية لهذه الشريحة التي  تنهك خزينة الدولة في إنشاء مراكز الغسيل بكافة تجهيزاتها بمختلف المناطق ، وتوفير الأدوية ومواد التشغيل والعناصر التي ستقدم لها الخدمة.

هذا في جانب مرضي الفشل الكلوي، فما بالك إعداد المصابين بالأورام عفانا الله وإياكم التي وصلت بالآلاف والإحصائية الدقيقة موجودة بالمعهد القومي لعلاج الأورام بصبراته، ولا نريد الحديث هنا عن المصابين بصديق الإنسان المرض المزمن اللاهو” السكري ” ومضاعفاته الذي سجلت عدد الحالات المصابة به عشرات الآلاف وكذلك ضغط الدم المسبب الرئيس للجلطات الدماغية .

وللحديث عن الإصابة بمرض المناعة المكتسبة الايدز تؤكد الإحصائيات تسجيل عدة ألاف في إحدى السنوات، وهذه كلها مؤشرات خطيرة جدا لانتشاره في مجتمعنا .

وفي تصريح لرئيس قسم الإمراض السارية بمركز طرابلس الطبي الدكتور ” نادر شلاكة” قبل عامين أعلن إن القسم يقدم خدمة لأكثر من” 1700″مصاب بالايدز، وقرابة عشرة ألاف مصاب بالتهاب الكبد الفيروسي ، وأكد “شلاكة”، تسجيل أكثر من “250” حالة اضافية سنويا ، ورجح ذلك بسبب الإجراءات المتخذة بضرورة إجراء التحاليل الإجبارية من اجل الحصول على شهادة صحية بخصوص إجراء عقد القران.

فهذا ناقوس خطر لحقيقة مرة لايمكن تجاهلها لشعب مهدد بالانقراض، الذي لم تقتله نيران البارود تستكمله الأمراض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى