كتاب الرائ

ازمات مفتعلة !

بإختصار
عصام فطيس

ليس مطلوبا من كل الليبين ان يكونوا مقتنعين بحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة ، وليس مطلوب منهم ايضا ان يحبوا رئيس الحكومة عبدالحميد دبيبة ونوابه و وزرائه هل هم ازلام ام من المنتمين لفبراير ، فهذه مسألة من الممكن ان تناقش في المرابيع ، وفلان كان اخضر ، وفلان ازرق ، فبهذه التصنيفات والالوان لن نبني بلادنا ، كما ان اكمام بدل رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي وطولها من قصرها ، وهل من المفترض أن يرتدي درب 4 او 6 ! وهي مسألة جمالية لا تحتاج إلى إجماع وطني حولها ، كما ان وزيرة الخارجية ليست مطالبة بإطلاق تصريحات ومواقف تتناغم مع رؤي العدالة والبناء ، او تحالف القوي الوطنية أو القيادة العامة !
منذ اليوم الاول لتشكيل الحكومة وحصولها على ثقة مجلس النواب قلنا انه يجب علينا كليبيين ان نكتفي بالعبث الذي امتد لعشرية سوداء تركت آثاراً مدمرة على جميع الصعد سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً وضربت إستقرارنا ، وتوقعنا أن يلتف معظم أبناء الشعب الليبي حول الحكومة من أجل تنفيذ البرنامج الذي تعهدت بتنفيذه ، صحيح أنه كانت هناك ملاحظات جوهرية عديدة حول اختيارات رئيس الوزراء لفريقه الوزاري ولكن قبل بها الليبيون على قاعدة ( العمش ولا العمي) وأن أي حكومة جاءت او ستأتي للحكم لن تكون بسوء حكومة الوفاق الوطني التي ضيعت السقط والمتاع !

قاما رئيس المجلس الرئاسي ورئيس الوزراء بجولات ما بين خارجية وداخلية ونالا نصيبهما من الانتقادات منها ما هو منطقي وما هو غير ذلك وهذا امر طبيعي .
جهود حثيثة لا يستطيع أن ينكرها أحد تبذل من اجل مواجهة ومعالجة الكوارث المتراكمة التي خلفتها ( حكومة هات ماعندك ، وجلد مرد ) اهدرت عشرات المليارات وعجزت عن توفير ادني متطلبات سبل الحياة الكريمة للمواطن ، بداتها بتوفير لقاحات لمواجهة جائحة الكورونا التي حصدت ارواح مئات الليبيين ، ومعالجات لازمة الكهرباء وتوابعها من وقود وانقطاع للمياه ، ازمة السيولة ، ازمة الامن ، وأزمة وأزمة …..إلى آخره.

وسط هذا كله بدات الاياد الخفية تعمل على مسارين لعرقلة عمل الحكومة منها ماهو مشرعن وظاهره الالتزام بالقوانين وباطنه حكاية آخري ! فلعبة شد الحبال بين مجلس الدولة ومجلس النواب ) ستنعكس بالسلب على مجريات الأوضاع ، والأحاديت والتصريحات والرسائل تتناثر يميناً ويساراً عن خرق لتفاهمات بوزنيقة ، فلكل طرف منهما حساباته خاصة في موضوع الاولويات وتوزيع كعكة المناصب السيادية .

ولم يتوقف الامر عند هذا الحد ، الحزبيون ايضاً لم يشذوا عن القاعدة فأحدهم خرج عن إعتكافه في هذا الشهر الكريم وأطلق التصريحات على عواهنها ( ياريت قعد معتكف) ليكشف لنا عما اسماه انقلاب ناعم ، يا عمي المعتكف هو أنت الوحيد في ليبيا اللي زابط الامور والباقي راقدين في العسل ! ومن الاخر صيام ريحونا وفكونا من الازمات المفتعلة ، وخلوا الحكومة تخدم ، ولما تقصر نحاسبوها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى