كتاب الرائ

رموز ونجوم في سجل العمر (10)

■ محمود السوكني

رأي

■ محمود السوكني

رموز ونجوم
في سجل العمر (10)

بعد أن (تخلصت) من ربقة التجنيد الإلزامي الذي كان حقاً أريد به باطل فقد تم توظيفه في غير أهدافه النبيلة وأسيء استغلاله على نحو سيء وأعتقد أن كل من مرّ بالتجربة يشاركني الرأي . كانت تجربة وانقضت بماحفلت به ولست هنا في وارد الحديث عنها وإن كانت تستحق أن تعد حولها دراسات تقيمها وتكشف مثالبها ولا تغفل عن حسناتها إذا ما أحسن توظيفها فيما يخدم أغراضها الحقيقية التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن . لا أعرف ما الذي دفعني إلى التفكير في العمل في الخارج أهو معرفة ماجهلت وهو كثير , أم أنها الرغبة في الترحال واكتشاف عوالم أخرى لأناس آخرين , أو لعله الإحساس بالفقد في الداخل بعد أن رزئت بموت صديق عزيز راح ضحية حادث مروري مروع أنقذني من هوله القدر عندما تأخرت عن اللحاق به فذهب وصحبه إلى حيث لاعودة وبقيت أنا أتجرع مرارة الفقد . قد يكون هذا أو ذاك أو ربما هو التعلق بوهم (الثراء) الذي يحلم به كل من يحظى بإيفاده إلى الخارج .

إدارة الإعلام الخارجي التي تتبع وزارة الخارجية كانت الأقرب بحكم طبيعة عملي , كانت إدارة جديدة يقودها باقتدار الأستاذ «إبراهيم إبجاد» وكان صديقاً شخصياً لقريب لي وكان من المقربين جداً إلى دائرة الحكم وهو مايمنحه حرية الحركة ويحول بينه وبين الروتين الإداري العقيم . لم يكن الإنتقال إلى الخارجية من الإعلام سهلاً فكان لابد ممن ليس منه بُد , بحثت عن صديقي القديم الذي كنت أنشر أخباره الرياضية عندما كان حكماً في لعبة الكرة الطائرة وأصبح بحكم التحاقه بركب الاتحاد الاشتراكي وهو المعروف بصوته الجهوري وقدرته على الإقناع وزيراً للإعلام بقدرة قادر عليم (!) التقيته يقود سيارته في وسط المدينة أوقفته طالباً إذنه بالموافقة على إنتقالي إلى وزارة الخارجية , لم يمانع وإن أبدى إعتراضه الشخصي وقال لي ما معناه إذا كنت مصراً فلا مانع لدي , في اليوم التالي ذهبت من فوري إلى الشئون الإدارية والمالية بالمؤسسة العامة للصحافة أحمل موافقة الوزير شخصياً وتقدمت بطلب النقل إلى الخارجية ولم يستغرق الأمر طويلاً حتى كنت في فترة وجيزة موظفاً في إدارة الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى