كتاب الرائ

 مستشفى الدكتور أيمن هرامة –

هشام الصيد -

من الأخير

 مستشفى الدكتور أيمن هرامة

هشام الصيد 

جهاز الإسعاف، الهلال الأحمر، على الرغم من تبعية الأولى للدولة والأخرى إحدى مؤسسات المجتمع المدني ، إدارة شؤون الجرحى طرابلس، تعتبر مثال العمل الإنساني النموذجي  على الرغم من ضعف الامكانيات الممنوحة لها تجدها عند  الضرورة تشتغل بأكثر من طاقتها لإنقاذها حياة المواطنين.

فالمسعف والطبيب اللذان يدخلان في الصفوف الأمامية في محاور القتال  يمتلكون من العزيمة والإحساس بمعاناة الآخرين مالم يمتلكه المسؤولين المتربعين في مكاتب فارهة، لأن شغلهم الشاغل هو إنقاذ الأرواح وفتح ممرات أمنة للمواطنين حتى يتمكنوا من النجاة.

فهؤلاء عندما انخرطوا في هذا العمل الإنساني النبيل ليس طمعاً في المكافأة أو المرتب الممنوح لهم الذي لايستطيع مواجهة غول الأسعار الذي يعانيه المواطن الليبي هذه الأيام، وإنما دفعهم الوازع الوطني لإرضاء ضميرهم المهني والإنساني لإنقاذ الأرواح حتى وان كلفهم حياتهم.

ومن خلال المتابعة عبر وسائل الإعلام وصفحات التواصل  الرسمية  التابعة للجهات سالفة الذكر التمست الرغبة والوطنية لدى هذه الشريحة التي وضعت أرواحها على أكفها من أجل إنقاذ حياة الآخرين.

فالجهود التي يقومون بها تجعل الإنسان يرفع لهم القبعة احتراماً لهم في الوقت الذي  لايوجد من يلتفت لهم أثناء الرخاء وحتى الذي يقود السيارة في الطريق  بمجرد ما يطلب منه سائق الإسعاف إفساح المجال للمرور ينزعج من طلبه، لأننا لانعرف قيمة العمل الذي يقدمونه إلا عند حاجتنا لهم.

فالأطباء المرابطين في المستشفيات الميدانية والمسعفين في الخطوط الأمامية مثال الوطنية التي نفتقدها ومهما قدمت لهم الدولة من ميزات وقت الرخاء فهي لاتضاهي مايقدمونه وقت الشدة، وفقدان الساحة الطبية إحدى رجالاتها في العمل الطبي والإنساني خلال الأيام الماضية الدكتور” أيمن هرامة”، الذي استشهد أثناء تأدية عمله الإنساني متطوعاً  الذي اشتغل  طبيبا ميدانيا في كل الجبهات التي دارت رحاها في ليبيا من العام 2011 إلى الآن.

الدكتور ” هرامة ” ترك نموذجا  حقيقيا للعمل الإنساني  الذي يجب  الاقتداء به في غرس ثقافة التطوع لإنقاذ حياة الآخرين لحمل  شعار” أموت أنا لكي تعيش أنت ”

أتمنى أن يكون استشهاد الدكتور ” هرامة” وخز للمسوؤلين في الجهات ذات العلاقة للاهتمام بالعاملين في جهاز الإسعاف، إدارة شؤون الجرحى، الهلال الأحمر وغيرهم وهم أحياء ولاتكتفي بنشر أفضالهم ومحاسن أعمالهم بعد موتهم, وعلى وزارة الصحة وفاء لهذا الرجل أن تقوم بتسمية إحدى مستشفيات طرابلس باسمه تخليدا له حتى لايموت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى