كتاب الرائ

في الشرف والوطنية !

اوراق
عصام فطيس

حرك الحكم الذي اصدرته احد المحاكم الليبية برد الاعتبار للشارف الغرياني المياه الراكدة وفتح جبهة ومحاور على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بين منتقدين ومدينين للحكم بشدة وبين مؤيدين له .
حكم المحكمة جاء بعد أن رفع عميد بلدية غريان يوسف البديري منذ عام ، قضية من المجلس لرد الاعتبار لمن وصفه بالمجاهد الشارف الغرياني)

وقال «البديري»، في تصريح صحفي، إن “القضية رٌفعت منذ حوالي سنة في ديسمبر 2021 من قبل المجلس البلدي وعدد من أبناء المدينة ؛ مطالبين برفع الضرر الذي لحق بأسرة «الشارف باشا الغرياني» وكل أهالي غريان نتيجة مشهد في فيلم «أسد الصحراء» عمر المختار الذي أنتجته الدولة الليبية وأخرجه مصطفى العقاد”.
البديري إعتبر أن وضع شخصية «الشارف باشا» في موضع خيانة تجنيًا على تاريخه الذي يعرفه أهل الشرق ومن كان قريباً منه، وعلى تاريخ كل أبناء مدينة غريان في ربوع ليبيا الذين عانوا وتضرروا من هذا التشويه المتعمد”
البديري في تصريحات صحفية اعتبر أن ( التشويه قد يكون لارتباط الشارف باشا الغرياني بالحركة السنوسية أو معاداة القدافي للحركة السنوسية ؛ وجميعنا يعلم أن البيان الاول في الفاتح من سبتمبر 1969 ا جاء البيان الاول للاشادة بالليبين الذين قاتلوا مع السيد احمد الشريف رحمه سليل العائلة السنوسية ؛ اما الحديث عن ان المدينة لم ترحب به يومًا أو ناصرته ! ) غيا عميد خلي التبن مغطي شعيره وما تخلطش شعبان في رمضان شكلك نسيت حكاية البلد الام ) وليبيا كلها كانت ترحب وتهلل .

ودون الخوض في ملابسات الحكم وظروفه نذكر السيد العميد أن ذاكرة الليبيين والمتمثلة في مركز الدراسات التاريخية (مركز جهاد الليبيين ) تضم الآف الوثائق غير المشكوك فيها وهي وثائق سلطت الضوء على جل جوانب تلك الفترة من تاريخ الليبيين وبينت من جاهد ضد الايطاليين ومن كان عميلا وتابعا لهم .
وفي حالة لم تنل وثائق المركز الرضي بالامكان الرجوع لكتاب الجنرال غراتسياني الطريق نحو فزان وهو يجيب على الكثير من التساؤلات ..
كان على عميد البلدية العمل على تطوير وتنمية بلديته بدلا من البحث على انتصارات وهمية وإثارة المياه الراكدة ..
الشارف الغرياني لا يمثل الا نفسه ؛ ومدينة غريان اكبر منه ومن غيره ؛ و تضم وطنيين وشرفاء نعتز بهم .

لابد هنا ان نشير لمسألة هامة لندع النبش في ملفات التاريخ في مرحلة قادمة للاكاديميين والمختصين ؛ فالمسكوت عليه من تاريخ بلادنا اسوأ بكثير مما نتصور ؛ وفي الحديث عن الشرف والوطنية تظل الوثائق التاريخية والذاكرة الجمعية اقوي من أحكام المحاكم القانونية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى