كتاب الرائ

عكوز المجلس !

باختصار ..

عصام فطيس

قبل أن يحين الموعد المحدد الإعلان عن تشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة في ليبيا يسارع السيد عبدالحميد دبيبة رئيس الحكومة المكلف من قبل ملتقي الحوار السياسي الليبي الخطي للإعلان عن التشكيل الحكومي  الجديد وسط تضارب وتوقعات متباينة حول ماهية التشكيل ونوعه ، بين من يري أن تكون حكومة مصغرة للتكنوقراط وبين من يدعو لإرضاء الجميع بالإعلان عن حكومة موسعة  رغم قصر المدة التي أمامها وصولا للاستحقاق الانتخابي في الرابع والعشرين من ديسمبر القادم .

تحركات رئيس الحكومة المكلف خلال الأيام الماضية وجولاته الى عدد من المدن الليبية  عكست جدية ورغبة واضحة في معالجة الآثار المدمرة للحكومات التي توالت على حكم البلاد شرقا وغربا وعمقت الانقسام ، تمهيدا للمرحلة الانتقالية القادمة التي نتمني أن تكون الأخيرة .

هذه التحركات في الداخل  أسهمت بشكل كبير في تعزيز إجراءات بناء الثقة بين الليبيين وبينت أن الحكومة القادمة هي حكومة الجميع  ، وستزيل اي مخاوف بأنها ستقع في فخ الحكومة السابقة التي لم تحصل على ثقة مجلس النواب ، وإن اختلفت الظروف .

رئيس الحكومة المكلف اتبع تحركاته الداخلية بتوجيه سلسلة من رسائل التطمينات لدول الجوار الليبي التي لها ارتباط أساسي ومباشر و تتأثر بالأوضاع في ليبيا تأثيرا  سواء كان سلباً او ايجاباً ، وتوج هذه الرسائل بزيارته إلى القاهرة ولقاءه بالرئيس عبدالفتاح السيسي وهو اللقاء الذي اذاب الجليد بين طرابلس والقاهرة ،ولقي تأييداً واسعاً في الأوساط الرسمية والشعبية في كلا البلدين ، ومع هذا خرجت بعض أصوات النشاز معارضة للقاء واصفة زيارة دبيبة بالخطوة المتسرعة ، وفي جميع الأحوال فإن هذه الزيارة ستسهم بشكل او بأخر في الدفع بجهود تعزيز السلام في ليبيا التي بدأت منذ العام الماضي ،  وإحقاقاً للحق لابد أن نشير إلى ان هذه الزيارة جاءت تتويجاً للجهود الدبلوماسية التي قامت بها خارجية الوفاق طوال المدة الماضية ، وتبعتها جملة من الخطوات الايجابية بين البلدين ، بدأت بالاعلان عن عودة الطاقم الدبلوماسي للسفارة المصرية لطرابلس وتشغيل الخط الجوي بين طرابلس والقاهرة الذي كان متوقفا طيلة السنوات الماضية .

واذا كانت كل الخطوات التي رأيناها خلال الأيام الماضية تبعث على التفاؤل وتؤشر بتهيئة جيدة لعمل الحكومة المرتقبة الا أن الحذر والتخوف لازال موجودان وخاصة ان هناك أطرافا  شرقاً وغرباً ستسعي للابتزاز والضغط على الحكومة المرتقبة للحصول على مكاسب ، وجميعنا تابعنا الشد والجذب حول الجلسة المرتقبة للبرلمان لمنح الثقة للحكومة ، صحيح ان الامم المتحدة تنبهت لهذا الأمر بإعلانها أنه في حالة عدم منح البرلمان الثقة للحكومة فإنها ستلجأ الى الخطة (ب) بمنح الثقة عن طريق ملتقي الحوار السياسي الليبي إلا انه من الضروري أن يغلب أعضاء البرلمان مصلحة الوطن على المصالح الشخصية والجهوية وأن تشهد غياب عمنا ابوعكوز  وإخوانه، وان تكون الجلسة القادمة جلسة تؤسس لمرحلة جديدة لبناء الوطن .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى