كتاب الرائ

خروج عن المألوف !

عصام فطيس

بإختصار ..

الذي أفهمه أنه من الطبيعي ا

أن يتحدث مصطفي صنع الله رئيس مجلس ا

إدارة المؤسسة الوطنية للنفط عن انتاج النفط واعمال التنقيب والاستكشاف ، واسعاره في السوق العالمية ، ومشاكل الانتاج واحتياجات المؤسسة للمواد التشغيلية للاستخراج وميزانياته وصراعاته مع مصرف ليبيا المركزي حولها ، الى هنا هو هذا المطلوب من صنع الله اي ان مهمته فنية بحتة ، خاصة في ظل الاوضاع الصعبة التي تمر بها بلادنا ، وهذا امر  لا خلاف عليه ، الا ان صنع الله وفِي ظل حالة التشابك في الاختصاصات وتداخل الادوار  تجاوز ما هو مناط به وترك اموره الفنية ، وبدا يدلي بدلوه في امور سياسية لا علاقة له بها  ، فخلال لقائه يوم الثلاثاء الموافق للاول من سبتمبر بمقر المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس بوزير الخارجية الايطالي لويجي دي مايو لمناقشة اقفالات الحقول النفطية والآثار التي خلفتها على قطاع النفط اعتبر صنع الله إن الصراع الدائر في ليبيا الآن هو بين أطراف تؤمن بتطبيق القانون وتحترم العملية الديمقراطية وأطراف أخرى تعادي ذلك .

وحسب ما ذكرت صحيفة الوسط الليبية التي تصدر من القاهرة

ان اللقاء شهد حضور ثلة من المسؤولين الايطاليين منهم

(وكيل وزارة الخارجية، مانليو دي ستيفانو، وسفير إيطاليا لدى ليبيا، جوزيبي بوتشينو غريمالدي، والأمين العام لوزارة الخارجية، إليزابيتا بيلوني، ورئيس ديوان وزارة الخارجية، إيتوريه فرانتشيسكو سيكوي، والمدير السياسي بوزارة الخارجية، سيباستيانو كاردي الدولي، والناطق باسم الوزير، أوغوستو روباي، وستيفانو بوفارا من السفارة الإيطالية .

وهنا  تبدا سلسلة من الاسئلة لها اول وليس لها اخر ! ما المغزي من حضور هذا الفيلق الجرار مع الوزير الايطالي ؟ ومن اين لرئيس المؤسسة الوطنية ان يتجاوز طبيعة عمله الفنية ليدلي بدلوه في امور سياسية شائكة ؟

هل من صلاحيات رئيس المؤسسة الوطنية للنفط التحدث في امور تخص جهات اخري  ؟ واذا كانت الاجابة بنعم فمن الطبيعي على هذا المنوال ان  يطلق العنان للوزراء ورؤساء الهيئات والمتحدثين الرسميين في اطلاق تصريحات في شتي القضايا والمسائل في الدولة ومافيش حد احسن من حد !

لنتخيل مالذي كان سيحدث لو ان مدير الاوروبية او مدير ادارة التعاون بالخارجية الليبية اجتمعا بوزير الطاقة الايطالي او بمدير شركة ايني  للنفط والغاز  وتحدثا عن امور تقنية تخص الانتاج لقامت الدنيا ولَم تقعد على هذا التجاوز والتعدي على الاختصاصات ، وان الخارجية تتصرف لوحدها وتربك عمل المؤسسة و و و ، السياسة كذلك امر فني وتحتاج الى متخصص ، والا عليهم مَش علينا !

وحتي لا تتكرر مثل هذه التصريحات  على الجهات الرقابية المختصة في ليبيا ان تنبه جميع الهيئات والوزارات والبلديات ايضا  بضرورة التقيد  بالقواعد المنظمة لسير العمل وان تضبط تصريحات مسؤوليها وان تدعوهم كل الى القيام بما هو مكلف به وعدم الخوض في الامور السياسية لان لها مختصيها ، اضافة الى اننا الان في مرحلة دقيقة وحرجة نحتاج فيها الى تهيئة الاجواء لاستئناف العملية السياسية وكذلك استئناف انتاج وتصدير النفط ، لان التصريحات قد ترسل رسائل  قد تقرأ او تفهم بشكل خاطيء سواء داخليا او خارجيا ، ومن الضروري الان ان يلتزم  كل مسؤول بعمله وفقا لما هو مكلف به فلا يكون هناك خروجا عن المألوف .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى