تحقيقات ولقاءات

تقرير – النزوح.. معاناة الكثيرين وهاجس الآخرين

 

تقرير

النزوح.. معاناة الكثيرين وهاجس الآخرين

تتزايد أعداد النازحين داخليا وتمتد فترة نزوحهم باستمرار بسبب النزاع المسلح الدائر بين الأطراف السياسية ومع تزايد عملية النزوح تستمر إخفاقات المجتمع الدولي والدول المتضررة بالنزوح في الحيلولة دون حدوثه ومعالجته وما يترتب عليه من قضايا اللاجئين والهجرة ، ومع تزايد النزاع يزداد نزوح الناس إلى المناطق الحضارية والمدن أو بلدات في مساكن خاصة أو مع عائلات مضيفة وحسب تقرير للجنة الأزمة وشؤون النازحين والمهجرين بوزارة الشؤون الاجتماعية أن عدد العائلات النازحة من مناطق جنوب طرابلس تجاوز 24 ألف عائلة من جراء الصراع المسلح.

مخاوف وضغوطات

ومع كل ما يمر به النازحون من أوضاع نفسية سيئة وصحية وأزمات مادية تزداد الضغوطات خصوصاً مع اقتراب العام الدراسي الجديد للنازحين داخل المدارس ومطالبة مديري المدارس بإخلائها ما يهدد بنزوحهم مرة أخرى تقول فاطمة عبدالعظيم سيدة متزوجة وأم لأربعة أطفال سن الدراسة

إنها تعاني من قلق وضغط نفسي كبير من مطالبة أبنائها بالعودة إلى منزلهم الذي تركوه في شهر أبريل الماضي في منطقة عين زارة والعودة لمدارسهم وهي تفكر مع زوجها في إيجاد بديل لهم خارج أسوار المدرسة التي نزحوا لها في حال تم إخلاؤها مع بداية العام الدراسي وتؤكد بأن التفكير في تأجير سكن لايناسب ظروفهم المادية إطلاقاً.

مشاكل آنية قد تصبح دائمة

السيد زهير محمد موظف نازح لدى أقاربه منذ فترة يحكي كيف أصبح ابنه البالغ مع العمر 4 سنوات يعاني من نوبات صراخ وتبول لا إرادي بسبب ما تعرض له من سماع أصوات الأسلحة والخروج من المنزل في حالة الهلع، أما فاطمة الطالبة في السنة الخامسة طب تقول: بسبب الحرب والنزوح انقطعت عن الدراسة لفترة واستعصى عليها الوصول للجامعة بسبب قفل الطرق ونزوحها من منطقة سوق الخميس، وهذا الأمر قد يحرمها من إكمال دراستها وضياع فرصته في الحصول على شهادتها لهذا العام.

أعداد قابلة للزيادة

ومع استمرار الحرب التي ارتفعت كلفتها البشرية والمادية حتى بلغ عدد العائلات التي تقيم لدى أقاربها وأصدقائها أو الجيران أو فاعلي الخير 23 ألف كلهم ينظرون بفارغ الصبر لحظات العودة والذين يعانون من ضغوطات نفسية بسبب إقامتهم وثقلهم على المضيفين والمصاريف التي لا تفي ولا يمكن أن تحسب في وسط هذه الظروف مما يسبب لهم الحرج بسبب طول مدة الإقامة عن مضيفيهم السيد عبدالله البوسيفي نازح منذ شهر أربعة ومقيم عند أقارب زوجته والذي يشعر بالحرج الشديد وبثقل إقامته عن أقارب زوجته وإن وجد منزلاً للإيجار بقيمة 1200 دينار شهريا مع دفع مقدم ثلاثة أشهر لم يكمل الستة أشهر حتى عاد إلى أهل زوجته مع حالة نفسية لايجسد هو وأسرته عليها.

معونات ومساعدات

ورغم ما يقدم للنازحين من منظمات أهلية ولجان للأزمة من سلات غائية ومعونات إلا أن الأضرار النفسية والمادية والضغوطات في تزايد ونسبة المشاكل في مراكز الإيواء وأن إجمالي أعداد النازحين بلغ  122 ألف نازح منهن النساء والأطفال والعجائز وبقية الفئات العمرية.

 

تطلعات

تطمح أم أمجد نازحة في إحدى المدارس في منطقة غرغور أن تنتهي الحرب قريباً حتى تتمكن من العودة إلى منزلها وإتمام علاج ابنها الذي يعاني من مشاكل في الكلى لأن النزوح زاد الطين بلة وأن الوضع الصحي لأبنها استاء نفسيا وعضوياً.

لسان حال كل النازحين الخارجين من بيوتهم أنهوا الحرب حتى نتمكن من العودة إلى بيوتنا نلملم شتات أنفسنا ونضمد جراح انكساراتنا  ونلملم خسائرنا في وطن غادرناه ونحن فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى