كتاب الرائ

بإختصار – حاويــــــات المـــــــــوت..!

■ عصام فطيس

بإختصار

■ عصام فطيس

حاويــــــات المـــــــــوت..!

لم يشكل إعلان مصلحة الجمارك الليبية الأسبوع. الماضي عن ضبطها لحاويات في ميناء الخمس التجاري وهي محملة بعربات مدرعة وسيارات تويوتا تستعمل في العمليات العسكرية قادمة إلى بلادنا عن طريق الموانئ التركية اي مفاجأة جديدة على اعتبار ان مثل هذه الضبطيات تكررت اكثر مِن مرة والشحنات متنوعة و لا زلنا نذكر شحنة الأسلحة الخفيفة والذخائر التي كشف النقاب عنها خلال العام المنصرم ، الغريب في الأمر إنه رغم هذا الكشف إلا أن السلطة السياسية تعاطت مع الأمر بطريقة (دير روحك أحول ) ، وتركت الأمر للوقت رهانا على ضعف الذاكرة الجمعية لليبيين ، وفعلا اثبتت هذه السياسة المتبعة نجاحها في احيان كثير ، مما جعلها منهاجا لها .
وبالعودة الى ما كان من المفترض أن تقوم به السلطات الليبية المختصة في التعامل مع هذا الخرق الذي حمل دلالات خطيرة خاصة وأننا نعلم أننا لا نزال خاضعين للعقوبات الدولية بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي التي تمنع تصدير الأسلحة والمعدات العسكرية إلى ليبيا إلا بعد أخذ الأذن من قبل لجنة العقوبات ،ركنت الحكومة بمتحدثها الرسمي الى الصمت وتركت الأمر برمته رهنا للاجتهادات ، وهي تعلم إن هذا الصمت سيطرح عديد علامات الاستفهام لعل اولها هل هناك نافذين وراء جلب هذه الشحنة ؟ ، كيف دخلت شحنة الموت ؟ ومن وراءها ؟ من ذَا الذي تولي عملية التمويل وكيف دفعت الأموال ؟ ، كيف خرجت مِن ميناء الشحن جهارا نهارا ؟ من هي الجهة المستوردة ولو على الورق ؟ أين السلطات التركية من هذا كله؟ في وقت تواصلت فيه عملية التهريب عبر موانئها فالضبطيات أسلحة وليست هواتف محمولة او أحذية ، وجميعنا يعلم كفاءة الأجهزة الأمنية التركية .
وإذا كانت هذه الشحنة وغيرها من الشحنات التي ضبطت أو التي لم تضبط بعد قد بينت حجم الاستهداف الذي تتعرض له بلادنا من قبل بعض الأطراف الإقليمية والدولية والمحلية للأسف الشديد ، إلا أنه بالمقابل لابد أن نتوجه بالشكر والتقدير لرجال مصلحة الجمارك والذين يخوضون حربا عالمية شرسة في مواجهة عصابات وكارتلات السلاح والمخدرات والتهريب في ظل إمكانات شبه معدومة وهزيلة متسلحين فيها بإيمانهم بالله وحبهم للوطن ، وهو مايدعونا مجدد إلى المطالبة بأعلى صوت بتقديم الدعم اللازم لهم لانهم خط رئيسي في الدفاع عن الوطن .
وفِي انتظار أن يخرج علينا أحد المتحدثين الرسميين للدولة بتفسير لما حدث ويحدث ، نضرع إلى المولى أن يحمي بلادنا وأولادنا من حاويات الموت من أين ما قدمت .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى