كتاب الرائ

التلوث يحاصرنا فكيف الفكاك منه ؟!

الصغير أبوالقاسم

التلوث يحاصرنا فكيف الفكاك منه ؟!

الصغير أبوالقاسم

وهبنا الله حواس كثيرة تفيدنا ولنا بها حاجة كالسمع والبصر والشم والذوق ولكننا نهمل حمايتها وصيانتها إن لزم الأمر بل نعرضها للتلوث البيئي الذي قد نساهم في وجوده وانتشاره وقد يفرض علينا ويحاصرنا وينتهك حرماتنا ونسكت إهملاً أو إجباراً أو رضاء بواقع أليم إن الضجيج لذي حولنا والأصوات المزعجة المنبعثة من هنا وهناك تؤرقنا حتى في نومنا في فراشنا وعُقر دارنا مقتحمة علينا وحدتنا نهار ليل تزيد من مأساتنا وقلقنا الجسدي والنفسي ولا نجد لها حلاً ولا حول ولاقوة ونقبل بها صاغرين لأنها أحياناً من جوارنا وما نفعله اليوم نلقاه غداً فأصوات مولدات الكهرباء وأبواق السيارات نطلقها ونتلقى غيرها مرات ومرات ومسجلات السيارات التى يسمع صاحبها البعيد ولا يسمعها !

أما قادة الإيفكو والذين يحصرون ويحاصرون الركاب المجبورين على استخدام المواصلات الوحيدة فيسمعونهم وبكل قوة أصوات موسيقى وأغاني لا تفهم غصباً عنهم ومن يعترض فليستمع مباشرة من السائق ما يجعله يندم على فتح فيه أي فمه أشد الندم ! والسرعة والتوقف فجأة من لوازم الرحلة

وإذا أقيم فرح وعادة قبل أوانه فيختلط ويتداخل الليل والنهار فلا تدري متى تصدح الموسيقى والأغاني عالية الصوت في الصباح والظهيرة والمساء والسهرة وللدربوكة نصيب لا ينسى فالفرح يحموه أهله ولو على حساب النيام الذين يقومون لأعمالهم يشنفون أسماعهم ويحرمونهم راحة النوم الذين هم لها محتاجون  جيران وأقارب وأحباب . يالله !

القمامة القمامة القمامة تلوث بصري مؤذي للعين والتي بها كل ما يخطر على البال من مواد ولكن لمن هذه القمامة ؟ إنها خرجت من بين أيدينا وتم رمي حتى الأشياء التى مازالت صالحة … فلنتقِ الله !

والرمي يكون بطريقة غيرمسؤولة وربما من طوابق عالية فكيف يكون حالها وقت ملامستها للأرض وهناك من يرمي القمامة في أحواض الأشجار التي لا يتم تشذيبها وإن تم ترُمي الأغصان كيفما اتفق .

ناهيك عن مناظر العمارات تبدأ من الإنسلاخات وبروز أعمدة الحديد وغياب الصيانة كالطلاء وتنظيف حدائقها الملأى  بالقمامة ومواد غير مطلوبة كالمواسير وبقايا السيارات وغيرها في مناظر مؤذية للنظر . وللشم وحاسته نصيب وافر من هذا التلوث العام للحواس الذي يحاصرك ويصادفك أينما وليت وجهك وللأسف الشديد .

فالروائح الكريهة المنبعثة من المجاري مؤذية ومقززة لقد وجد في إحدى غرف التفتيش رأس خروف .. شيء لا يصدق ولكنها الحقيقة زيادة على ذلك روائح القمامة والحرائق التى يضرمها البعض في جبال القمامة لأنه يدعي أنه لا حل له غير ذلك ولم يرر مقدار الأذى والأمراض المتولدة عن ذلك مما اضطر البعض لارتداء الكمامات والسير بها في الطريق تفادياً للأدخنة والروائح المضرة وفي بعض المناطق توجد تجمعات للحيوانات مما يولَد رائحة لتلك الحيوانات ومخلفاتها والتي لا يمكن إخفاءها ولو كثرت مرات النظافة ويجلبها الريح على مسافة بعيدة

والتدخين ملوث لكل شيء فالرائحة والصحة وأعقاب السجائر في كل مكان .

إن التلوث السمعي والبصري والشمسي الذي نعشيه يمكن القضاء عليه بسهولة ولكن لا يكون ذلك إلا بالتعاون ومساهمة الجميع وعلينا إن أردنا العمل بجد والقضاء على كثير من الظواهر الاجتماعية أن نقوم بأدوارنا دون النظر إلى الآخرين تبدأ من الدولة وحتى أفراد المجتمع لانماري أحداً إذا تقاعس وتخلى عن دوره ولا نكون في مكانه السلبية وتخاذل بل نقوم بما يجب علينا بكل كمال وقدرة لأن خادم القوم سيدهم فالقوي هو الذي يقدم خدمة دون انتظار جزاء ولاشكوراً .

 

 

قوام ثقافتنا الجديدة المنشوده

خليفة الرقيعي

يجب أن يكون مشروع تحقيق قوام ثقافتنا الجديدة من أهم عناصر اهتماماتنا ولابد أن يشكل القوام البعد الحضاري والنضوج الفكري حتى لا تكون ثقافتنا الجديدة المنشودة هاجساً مقلقاً في داخلنا يفسد أمور حياتنا … وهكذا حتى تكون حياة كل فرد فينا وأنماطها هو المقياس الحقيقى لإيجابيات  قوام هذه الثقافة لتحقيق قدراً أو جزء من الخلود ويكون لمجتمعنا الليبي العربي المسلم القدرة على اختراق البعد الزمني الذي نعيشه وننتصر عليه رغم صعوبته وحتى يتجانس مع إيقاع الزمن السريع .

لدينا من المبررات ما يؤهلنا لتحقيق هذا التجانس اذا ما استطعنا تسخير مكونات ثقافتنا الجديدة وتقنياتها الحديثة المقروءة والسمعية والبصرية واستغلالها بأساليب واستراتيجيات تتناسب مع تصاعد وسرعة الأحداث وأبعادها الزمنية شرط أن لا تفرض علينا هذه التقنيات وهذه الوسائل ما  يناقص عقيدتنا وأعرافنا ولكن ضمن اهتمامات العقيدة والأعراف الإيجابية المتفق عليها .

قوام الثقافة الجديدة التي ننشدها هو أن يكون زادها العقل والمنطق والقدرة على انتشال مجتمعنا من مستقنع الغزو الثقافي الوثني الغربي الذي كاد في حاضرنا أن يحل محل عقيدتنا الإسلامية الحنيفة .

فلا بد أن يكون قوامها مشتق من نهج سماوي نتبعه ونحن في ظلاله والذي يؤثر الفضيلة عن الرذيله والعلم على الجهل والعدل على الظلم وينبذ كل المعتقدات والخزعبلات الغربية التي لم  ينزل الله بها من سلطان .

وما من نهج ومنهج وجب اتباعه لنستيقظ من غفلتنا ويهدينا إلى الحقيقة أضمن وأفضل من منهج القرآن الكريم ، فهو الكفيل بتحريرنا من ضلالات الغرب التى لم تزدنا إلا جهالة وضلالة على جادة الطريق . نريد ثقافة تحقق لنا الشفاء والهدى والعصمة في أقوالنا وأفعالنا وأن يكون قوام ثقافتنا الجديدة متوافق مع ما أنزل الله في رسالاته السماوية وأن يكون لهذا القوام المنزله والمكانة ويؤهلنا إلى تدبر أمور ومعاني حياتنا وأساليبها والمقرة على هدم صروح الجهل والدجل .

تواتر تحقيق هذه الثقافة الجديدة يمكن أن يكون على مستوى مرحلة بعد مرحلة ختى نتلقاها بالقبول ويصبح العمل بها من ضروريات التعايش داخل مجتمعنا الليبي العربي المسلم والاقتداء بهذه الثقافة في أقوالنا وأفعالنا بالمثل … وهذا لا يمكن أن يتأتي به إلا إذا كان القرآن الكريم أصل هذه الثقافة الجديدة المنشودة وأن تتوافق تفاصيله مع السنة النبوية العملية المتواترة والتى أنعقد عليها إجماع المسلمين ولم ينعقد على غيرها

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى