كتاب الرائ

بإختصار – تكتيكات انجليزية –

عصام فطيس -

بإختصار

تكتيكات انجليزية

عصام فطيس

لن يغير القرار الذي من المزمع ان تتخذه الادارة الامريكية بإعتبار حركة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية من حقيقة المأزق التاريخي الذي أوقعت الجماعة نفسها فيه منذ ان انتهجت العنف المسلح وسيلة لتحقيق أهدافها ، وبإستثناء فترة عملها العسكري ضد الاحتلال  الإنجليزي في مصر في الثلث الاول من القرن الماضي وقيام أفراد منها بتنفيذ عمليات ضد الجيش البريطاني  ومشاركة أفراد منها في حرب فلسطين ضد العصابات الصهيونية  ( ماعرف بالنكبة )  في العام 1948 م ، الجماعة اختطت طريق العنف المسلح لفرض رؤيتها ومشروعها السياسي وكان اول صدام لها مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بعد محاولة اغتياله الشهيرة في المنشية بالإسكندرية في العام 1954 والتي كانت إيذانا بإنتهاء شهر العسل مع الدولة وتحولها للعمل السري .

ودون الخوض في تتبع تفاصيل عمل الجماعة طوال عقود وتحولها من العمل الدعوي الى العمل السياسي وارتباطها بالقوي الخارجية فإن القرار المنتظر للإدارة الامريكية سيضيق الخناق على الجماعة وتنظيمها العالمي وسيحد من قدرتها على هامش الحركة والمناورة وسيشكل ضغطا كبيرا على الدول الداعمة لها والدول التي تحتضن قياداتها والتي لن تستطع ان تتجاهل القرار الامريكي اذا صدر على راي احد المحللين او المخللين ( مشتقة من صناعة المخلل ) ترامب ما بيهزرش !  ، وفِي تقديرنا ان هذا القرار سيزيد من معاناة الجماعة  التى لاتزال تعاني من تراجع حاضنتها الشعبية في عديد من الدول العربية بعد الضربات المتوالية التي تلقتها وسيجعلها اما ان  تتجه للعمل السري الذي هي متورطة فيه في الأصل   ، او ان تلجأ الى إعادة حساباتها وتغيير جلدها وأن تجري تقييما شاملا لمسيرتها حتي تتمكن من الاستمرار وسط هذه  المتغيرات الدولية .

واذا كانت جماعة الاخوان قد تمكنت خلال اكثر من تسعين عاما من التأقلم مع كل الظروف التي احاطت بها وتعايشت معها وصمدت ، الا ان الضغوط عليها ستزداد وستربكها ولن تمكنها من الاستمرارية كحركة بدات  ذات يوم دعووية  ثم تحولت الى حركة سياسية تسعي الى الوصول الى السلطة ، و وسط هذا كله يظل السؤال المهم أين المملكة المتحدة من كل هذا ؟

هل ستسمح بتمرير مثل هذا القرار خاصة وأنها صاحبة فكرة مخطط التمكين ام انها توصلت لاتفاق مع الرئيس الامريكي حول ذلك  ، ام انها غيرت تكتيكاتها ؟  لنننظر  الايام القادمة لنر كيف ستتصرف الجماعة في الدول العربية مع المستجدات الجديدة ،والى ذلك الحين نكتف بالمتابعة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى